“نبض الأبطال” .. صرخة المهمشين

جمال الخنوسي

يبدأ الفيلم الوثائقي “نبض الأبطال” بمشاهد الفرحة والاحتفالات: يعود الأبطال المغاربة المشاركون في الالعاب البرالمبية من ريو بالبرازيل الى ارض الوطن وعلى رأسهم عز الدين النويري والميدالية الذهبية تزين عنقه.

موسيقى وأغاني، أضواء واعلام، دموع وفرح وفخر … هؤلاء أبطال عادوا من ريو بالذهب ويستحقون الاحتفاء والتقدير.

فجأة سيختفي كل شيء، وستكشف المخرجة هند بنصاري عن وجه آخر من البطولة : معاناة يومية لهؤلاء الابطال الذين يحفرون الصخر لتحقيق آمالهم، والوصول الى مبتغاهم، والعيش عيشة كريمة تحديا لاعاقتهم في مجتمع لا يرحم ومسؤولين غير مبالين.

ومع توالي المشاهد تتجاوز بنصاري الحديث عن أبطال يتحدون الاعاقة، الى ما هو ارحب واوسع، لتصل إلى الحديث عن مهمشين يتحدون القهر والحكرة. فعز الدين النويري ورفاقه، يريدون الخروج من قوقعة الفقر والحاجة وضنك العيش، الى الحياة الكريمة التي تحفظ لهم انسانيتهم في مواجة التهميش واللامبالاة.

وتتجلى قوة الفيلم في بساطته الاخراجية، وحسه الانساني العالي، فهند بنصاري ذات التكوين في العلوم السياسية اختارت الوثائقي لكشف التفاوتات الاجتماعية، فعلى مدى 76 دقيقة تنقل المخرجة معاناة أبطالا من طينة خاصة في سعيهم نحو حياة كريمة.

الفيلم الذي ساهمت في انتاجه القناة الثانية وديسكونيكتد إلى جانب شركاء آخرين، هو ايضا حكاية صداقة متينة بين عز الدين النويري ويوسف، حيث يظهر كرم الشخصيات وثراءها مقابل الجحود والقهر الذي يمارسه المسؤولون اللامرئيون، فبنصاري لاحقت معاناة الشخوص على مدى خمس سنوات من اسفي التي لم يتركوها قط الى ريو وشاطئها الشهير.

كل هذا يفسر النجاح الذي حققه “نبض الأبطال” حيث حاز الفيلم على جوائز مهمة حول العالم، وعرض في ارقى المهرجانات السينمائية : بنصاري أول مخرجة من القارة الإفريقية تفوز بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم وثائقي بالمهرجان الدولي “هوت دوكس”، للأفلام الوثائقية بتورنتو، بكندا،وفيلمها أول وثائقي مغربي يوضع في لائحة متقدمة من ترشيحات جوائز الأوسكار.. بالاضافة إلى مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان دوربان الدولي للفيلم بجنوب افريقيا، وفي ايام قرطاج السينمائية بتونس، ومازالت امامه ايام زاهرة للعرض في القارات الخمس.

نبض الابطال أو We could be heroes فيلم بحس انساني كبير وقدر عالي من الحساسية تجاه القهر والمعاناة..  هو صرخة أبطال مهمشين عاشوا السعادة والبطولة “ليوم واحد فقط” كما تقول الأغنية الشهيرة ل”ديفيد بوي”.

الفيلم سيعرض اليوم الأحد على القناة الثانية بعد الأخبار الرئيسية (21:30) ضمن فقرة قصص انسانية المخصصة للفيلم الوثائقي. كما سيعرض لاحقا ضمن بانوراما السينما المغربية في الدورة 17 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة