فرنسا: 50 ألف متظاهر في الأسبوع الثالث عشر لمحتجي “السترات الصفراء”

تظاهر نحو 51 ألفا و400 محتج من حركة “السترات الصفراء”، السبت، في كل أنحاء فرنسا بينهم أربعة آلاف في باريس، وفق إحصاء وزارة الداخلية الفرنسية. وبذلك دخلت الاحتجاجات الرافضة لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماعية شهرها الثالث.

الأسبوع الماضي، بلغ عدد المتظاهرين 58 ألفا و600 بينهم عشرة آلاف و500 في باريس، وفق المصدر نفسه، علما بأن “السترات الصفراء” يشككون في هذه الإحصاءات.

إصابة خطيرة

في العاصمة، اندلعت أعمال عنف لدى وصول التظاهرة إلى أمام الجمعية الوطنية، حيث خسر متظاهر أربعا من أصابعه بحسب مركز الشرطة.

ولم يعرف على وجه الدقة سبب الإصابة. لكن الشاهد العيان سيريان روير تمكن من تصوير الحادث في نهايته، وقال إن السبب “قنبلة تشتيت” ألقتها قوات الأمن حين كان محتجون يحاولون اختراق الأطواق الأمنية حول مقر البرلمان.

وأضاف هذا الشاب (21 عاما) إن الضحية مصور من “السترات الصفراء” كان “يلتقط صورا لأشخاص كانوا يحاولون إزالة السواتر حول مقر الجمعية الوطنية”. وتابع روير “حين أراد عناصر الشرطة تفريق الجمع تلقى قنبلة تشتيت على مستوى الساق وأراد تفادي أن تنفجر في ساقه لكنها انفجرت حين لمسها”.

وأضاف “وضعناه على جنبه وطلبنا الإسعاف. لم يكن المشهد جميلا ، كان يصرخ ألما وبترت كل أصابعه ولم يبق شيء يذكر من اليد”.

وندد وزير الداخلية كريستوف كاستانير عبر تويتر ب”هجمات مرفوضة”، مبديا “استياءه واشمئزازه”.

توقيف 36 شخصا ومواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن

وسبق أن احتج المتظاهرون مرارا على خطورة الأسلحة التي تستخدمها قوات الأمن، وخصوصا ما يسمى ب”الكرات الوامضة” التي نسبت إليها العديد من الإصابات الخطرة.

ووقعت حوادث مع استمرار التظاهرة التي وصلت قرابة الساعة 16,30 إلى قرب برج ايفل وسط أجواء متوترة.

وتم تحطيم واجهات متاجر ومصارف وإحراق نحو عشر سيارات، بينها سيارة تابعة لقوة مكافحة الإرهاب.

وأكدت السلطات الفرنسية أنه تم توقيف عشرة أشخاص قبيل الساعة 13,00 ت غ. وفي الساعة 18,45 أحصت الشرطة اعتقال 36 شخصا في باريس. وظل 16 شخصا موقوفين حتى الساعة 17,00 بحسب نيابة باريس.

وكان الوضع بدأ يتوتر ظهر السبت خلال مرور المسيرة التي انطلقت من جادة الشانزليزيه باتجاه شان دو مارس عند برج إيفل. ولدى وصولهم أمام مبنى الجمعية الوطنية تبول متظاهرون على سياج المقر وحاولوا اقتحام الحواجز التي وضعت لحماية المبنى. وتبادلت قوات الأمن والمحتجون إطلاق الغاز المسيل للدموع من جهة والمقذوفات من جهة أخرى، وتعرضت بعض محطات الحافلات للتخريب.

محاولة إحراق منزل رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية

وقرر رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ريشار فيران، التقدم بشكوى بعد تعرض منزله الخاص الواقع في بلدة موتريف في بريتانيي (غرب) لمحاولة حرق “متعمد” الجمعة.

وجاء في بيان للجمعية الوطنية “اكتشف الدرك الوطني في المكان غطاء وبقايا إطار مطاطي وفتيلا يدوي الصنع مشبعا بالبنزين، ويبدو الطابع الإجرامي مؤكدا”. ونشر رئيس الجمعية وهو من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، صورا عبر تويتر يظهر فيها أحد الأبواب محترقا.

وفي تولوز (جنوب) وبوردو (جنوب غرب)، تظاهر آلاف من محتجي “السترات الصفراء”.

وقال برنار (56 عاما) في ليون (جنوب شرق) حيث تظاهر الآلاف أيضا “النقاش الكبير جيد لكننا نريد خطوات ملموسة، ضرائب أقل، قدرة شرائية أكبر. سنكون هنا كل سبت من العام اذا اقتضى الامر”.

وفي ديجون، سارت التظاهرة على وقع هتافات تطالب باستقالة ماكرون. وقالت نادين (55 عاما) التي لا تؤمن بالنقاش الكبير إن ماكرون “لا يتكلم، إنه يتحدث الى نفسه”.

وتظاهر ألفا شخص على الأقل في لوريان (غرب). وكتب على سترة صفراء “ازدادت أسعار المواد الغذائية بين 8 و10 في المئة، وتراجعت رواتب التقاعد 3,5 في المئة. لقد سئمنا”. وهتف المتظاهرون “ماكرون استقل وكاستانير إلى السجن”.

وكان وزير الداخلية الاكثر تعرضا لانتقادات المحتجين، وخصوصا بعدما تبنت الجمعية الوطنية اقتراح قانون تقدم به ينص على قيود إدارية تمنع التظاهر تحت طائلة عقوبة السجن ستة اشهر وغرامة مالية تبلغ 7500 يورو. ويحتاج الاقتراح الى إقراره في مجلس الشيوخ.

وتظاهر 1700 شخص في كاين، و1500 في مرسيليا، والعدد نفسه في مونبيلييه، و1800 في ميتز وما بين 1500 والفين في ليل. واصيب ثمانية شرطيين بجروح طفيفة بمقذوفات في سانت اتيين (جنوب شرق).

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة