زوجة غصن تغادر اليابان لشعورها “بالخطر”

أقال حملة الأسهم في شركة نيسان رئيس الشركة السابق كارلوس غصن من مجلس إدارتها، في تصويت خلال اجتماع استثنائي عقد الاثنين، وعينوا رئيس مجموعة رينو جان-دومينيك سينار مكانه.

وكان الاجتماع الذي عقد في فندق في طوكيو الأول من نوعه منذ توقيف غصن في 19 نونبر جراء اتهامات تتعلق بارتكابه مخالفات مالية.

وبعد ساعات من الأسئلة التي رد عليها الرئيس التنفيذي لنيسان هيروتو سايكاوا، صوت المساهمون لصالح إقالة غصن ومساعده السابق الأمريكي غريغ كيلي الذي يواجه كذلك اتهامات في اليابان.

وكانت نيسان قد أقالت غصن من رئاسة مجلس إدارتها مباشرة تقريبا بعد توقيفه في نونبر، لكن لم يكن من الممكن فصله من مجلس الإدارة دون عقد اجتماع استثنائي للمساهمين للتصويت على ذلك.

وافتتح سايكاوا الاجتماع بخطاب لخص فيه التهم الموجهة لرئيس الشركة السابق ومن بينها سوء استخدام مواردها والسعي لإخفاء عائداته.

وقال سايكاوا “علينا الإقرار بأنه كانت هناك مشكلة كبيرة في إدارة شركتنا”، مضيفا أنه شعر “بالصدمة العميقة لدى علمي بالمخالفات” المالية.

وحضر نحو 4200 مساهم الاجتماع، واستغل كثيرون الفرصة لانتقاد غصن، لكنهم أعربوا كذلك عن قلقهم بشأن الفضيحة.

زوجة غصن تغادر اليابان

وغادرت زوجة غصن اليابان بعد إعادة توقيفه، لأنها “شعرت بأنها في خطر”، كما أكدت الأحد لصحيفة “لو جورنال دو دويمانش”، في حين كان القضاء يريد استجوابها بحسب وسائل إعلام يابانية.

وكان مدعون يابانيون يريدون طرح أسئلة على كارول غصن “بصورة طوعية” بحسب قناتي “إن إتش كاي” العامة و”أساشي” الخاصة ووكالة أنباء كيودو، التي أكدت أن مبالغ يرجح أن يكون اختلسها زوجها قد تكون حولت إلى شركة تترأسها هي.

وصباح الخميس أوقف غصن مجددا في منزله في طوكيو حتى 14 أبريل على الأقل بعد توجيه اتهامات جديدة إليه بارتكاب مخالفات مالية، وذلك بعد أقل من شهر على الإفراج عنه بكفالة.

وقالت كارول غصن التي كانت حاضرة لدى توقيفه إنها عادت إلى فرنسا على الرغم من مصادرة الشرطة اليابانية لجواز سفرها اللبناني، مستخدمة جواز سفرها الأمريكي.

وأضافت “رافقني السفير الفرنسي إلى المطار ولم يتركني إلا عندما دخلت الطائرة”. وتابعت “حتى اللحظة الأخيرة لم أكن أعرف ما إذا كان سيسمح لي بالمغادرة. كان الأمر خياليا”.

وأكدت أيضا أنها “رفضت توقيع تفويض باليابانية” عندما تم توقيف زوجها. وأضافت “ثم أرادوا أن أرافقهم. لكن بناء على نصيحة محامي رفضت”.

“مؤامرة”

كما قالت للصحيفة إن زوجها سجل رسالة “لكشف المسؤولين عما يحصل له” و”ستبث قريبا”.

وأوقف غصن مجددا الخميس بعد حبسه لـ108 أيام، وأعلن الأربعاء أنه ينوي عقد مؤتمر صحفي في 11 أبريل “ليقول الحقيقة عما يحدث”.

وقالت كارول غصن للصحيفة “عندما أدرك أنه سيتم توقيفه، قام بتسجيل مقابلة عبر سكايب مع (قناتي) ’تي إف 1‘ و ’إل سي إيه‘”. وأضافت “لقد سجل أيضا شريط فيديو بالإنكليزية يقدم فيه روايته للقضية. لقد رغب في أن يحدد المسؤولين عما يحصل له. إنه (الفيديو) بحوزة المحامين، وسينشر قريبا”.

وأكد غصن أنه ضحية “مؤامرة” دبرها مسؤولون في مجموعة نيسان في محاولة لمنع مشروع دمج أكبر مع شركة “رينو”.

وأعلن غصن (65 عاما) في حديث الأسبوع الماضي لقناة فرنسية أن “التفسير الآخر هو تراجع أداء نيسان منذ عامين. إنني قلق جدا”.

تدخل لودريان

وجددت زوجة غصن قناعتها ببراءته، وأكدت أنها لا تريده أن يكون “فوق القانون، بل أن ينال محاكمة عادلة (…) أطلب أن نترك له قرينة البراءة، كأي مواطن فرنسي، وأطلب من رئيس الجمهورية التدخل”.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان اليابان السبت إلى احترام حقوق غصن وقرينة البراءة لديه، وذلك خلال لقائه نظيره الياباني على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في دينار شمال غرب فرنسا.

وأضاف “أبلغته أمرين: أولا، أن فرنسا تحترم تماما سيادة القضاء الياباني واستقلاله. وذكرت أيضا بتمسكنا باحترام قرينة البراءة”.

وتم اعتقال غصن للمرة الثانية لاشتباه النيابة بقيامه بتحويلات مالية من شركة نيسان إلى شركة “يسيطر عليها بحكم الأمر الواقع” عبر موزع سيارات لشركة نيسان في الخارج. وقال مصدر مقرب من الملف إن الأموال حولت إلى سلطنة عمان.

ويواجه غصن ثلاثة اتهامات أساسا: اثنان عن تصريحات غير دقيقة لعائداته للسنوات الممتدة بين 2010 و2018 في وثائق سلمتها نيسان للسلطات المالية، وأخرى عن استغلال الثقة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة