احذروا اللحوم الحمراء تناولوها بحذر مرة في الأسبوع والمصنعة مشبوهة

أكد الأخصائي في علم التغذية، محمد أحليمي، أن تناول اللحوم الحمراء بصفة معتدلة، لا تتجاوز مرة واحدة في الأسبوع، لا يؤثر على صحة الإنسان، شريطة احترام سلسلة الإنتاج والذبح والحفظ.

وأكد الأخصائي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة أن يكون مصدر اللحوم الحمراء، التي نستهلكها من قطيع يرعى بشكل طبيعي، ولا يتناول هرمونات أو مضادات حيوية، ولا يخضع لعوامل النمو، مشددا، أيضا، على وجوب أن تكون طريقة الذبح إسلامية، مائة بالمائة، (تذكية الذبيحة)، وأن يتم حفظ اللحوم في ما بعد في ظروف جيدة.

وأوضح أن استهلاك اللحوم الحمراء، بكيفية مبالغ فيها، يؤثر على جميع أعضاء الجسم، بدون استثناء، لأنه يؤدي إلى “حموضة الدم”، التي تتسبب بدورها في الإصابة بعدد كبير من أمراض العصر، ولاسيما فقر الدم، وأمراض الكلي، والقلب والشرايين، وارتفاع الضغط الدموي، وهشاشة العظام، ونقص فيتامين “د”. كما يصبح تركيز مواد تسمى (البوليامين)، وهي مواد محفزة للخلايا السرطانية، كبيرا في الجسم.

وبخصوص اللحوم المحولة والمصنعة، أكد الأخصائي أنه يجب تجنب استهلاكها، لأنها تكون في الغالب من لحوم مشبوهة، وتحوم حولها عدة شبهات، وخاصة استعمال أنواع “خطيرة ” من التوابل، والإضافات الغذائية، تسمى “مونو صوديوم جلوتامات” (إم اس جي). وهي مواد تتوفر على نكهة قوية تحسن من طعم اللحوم. وهي متوفرة أيضا في مكعبات التنسيم وكذا في الشوربات سريعة التحضير.

وأشار إلى أنه بالنسبة لبعض أنواع اللحوم المحولة المستوردة، تكون الذبيحة غير إسلامية، لأن الذبح يتم عن طريق الماطادور (المطرقة) أو الصعق الكهربائي أو التنويم، وهي طرق لا تسمح بخروج الدم، الذي يحتوي على باكتيريا مضرة وسامة من الذبيحة، مبرزا أن العديد من البحوث في الدول الغربية أكدت أن أحسن طريقة للذبح هي الطريقة الإسلامية.

وخلص إلى أنه إذا كان اللحم “سيد الأغذية” فهذا يعني أن استهلاكه يجب أن يكون قليلا جدا، ومناسباتيا، موضحا أنه من نسبة 100 في المائة من اللحوم، يجب تناول 25 فالمائة من لحم الطير أي الدجاج (البلدي)، و25 في المائة من اللحوم الأخرى، و50 في المائة من الأسماك.
كما أكد محمد أحليمي على ضرورة أن يولي المغاربة اهتماما أكبر للأكل النباتي، الذي أوضح أن فيه كل حاجيات الإنسان من الغذاء.

وكان تقرير لمنظمة الصحة العالمية، صدر أول أمس الاثنين، أفاد أن اللحوم المصنعة يمكن أن تصيب الإنسان بسرطان الأمعاء، كما أن اللحوم الحمراء تعتبر سببا مرجحا للمرض.

ووضعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، اللحوم المصنعة، مثل النقانق، ولحم الخنزير، في الفئة الأولى من قائمتها المسببة للسرطان التي تشمل أيضا التبغ، وقالت إن هناك “أدلة كافية” تثبت صلتها جميعا بالسرطان.

وذكر التقرير أن استهلاك 50 غرام إضافية يوميا من اللحوم المصنعة يزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 بالمائة، وأن استهلاك 100 غرام إضافية يوميا من اللحوم الحمراء يرفع خطر الإصابة بنسبة 17 بالمائة أيضا.

وأثار هذا التقرير الكثير من الجدل عبر العالم، فبينما اعتبر البعض أن التقرير فيه شيء من المبالغة لأن تناول اللحم ليس سببا كافيا للإصابة بسرطان القولون، فإن البعض الآخر رأى أن هذه المعطيات تعتبر سببا وجيها للتخفيف من تناول اللحوم الحمراء والمحولة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة