حسن بن جلون: لست مخرجا سينمائيا نمطيا وأعالج قضايا مجتمعية برؤية بسيطة ومتجددة
 


قال المخرج السينمائي المغربي حسن بن جلون، إن تناوله لقضايا مجتمعية متنوعة في أعماله، برؤية سينمائية بسيطة لكن متجددة، تنبع من قناعته الراسخة وحرصه على الابتعاد عن النمطية.

وأضاف بن جلون في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال41، “أنا لا أكرر نفسي في أعمالي السينمائية وإنما أعالج قضايا مجتمعية مختلفة بمقاربة فنية مغايرة تعتمد على رؤية سينمائية بسيطة تتقاطع مع النمطية والاجترار”.

وأشار في هذا السياق، إلى أن “التيمات” التي يتناولها في أفلامه “مختلفة تماما” و”لا تقتصر فقط على قضايا المجتمع المغربي وإنما تساير أيضا تجليات المجتمع العربي”، معتبرا أنه كان دائما حريصا في أعماله على إضفاء البعد الوجداني في تناول قضايا وإشكاليات مجتمعية راهنة”.

واعتبر أن شريطا “فين ماشي يا موشي” (2007) ، و”المنسيون” (2010) والفيلم الجديد “من أجل القضية” (2019) الذي يتناول القضية الفلسطينية بقالب سينمائي كوميدي، كلها أفلام مختلفة من حيث زاويتها الإخراجية، لكنها تصب في اتجاه مسلك واحد وهو الانتصار لقضايا تنبع من نبض المجتمع العربي.

وحول موقع السينما المغربية على المستوى العربي والدولي، قال بن جلون، إن السينما المغربية حاضرة وباستمرار وبشكل قوي ولافت في كل المهرجانات العربية والدولية، مبرزا أن هذا الحضور ليس وليد اليوم وإنما يعود لسنوات بفضل جهود مخرجين سينمائيين بارزين أغنوا الخزانة السينمائية الوطنية بأفلام مميزة.

كما أن هذا الحضور ، يضيف المخرج المغربي، تصاعد خلال العشرية الأخيرة بشكل لافت من حيث الكم والكيف نتيجة بروز مخرجين شباب أكفاء تلقوا تكوينات في مدارس عالمية، وبات لهم حضور وازن في جميع المهرجانات، كما أنهم سيواصلون بكل تأكيد حمل المشعل للدفاع عن صورة وقيمة السينما المغربية.

وشدد على أن الموقع الذي باتت تحتله السينما المغربية، مرده أيضا وجود إرادة سياسية حقيقية للدفع قدما بالقطاع نحو مزيد من التطور من خلال توفير دعم سنوي يشجع على إنجاز كم هائل من الأشرطة ذات قيمة متميزة فنيا وجماليا.

كما أن المغرب، يضيف بن جلون، أصبح قبلة لكبار المخرجين العالميين لتصوير وإنتاج أعمالهم السينمائية، بفضل ما تنعم به البلاد من استقرار وأمن، وما تزخر به من فضاءات طبيعية متنوعة وخلابة من صحراء وجبال وثلوج وبحر، فضلا عن وجود مهنيين وتقنيين أكفاء، واحتضان مهرجانات سينمائية لها صيت دولي.

وأشار بن جلون، الذي يشارك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة بفيلمه الجديد “من أجل القضية” ضمن مسابقة “آفاق السينما العربية”، إلى أنه في ظل تكاثر المهرجانات الدولية وتوفر أفلام مغربية كما ونوعا، “من الطبيعي أن يكون للسينما الوطنية حضور مستمر ودائم”، داعيا جميع مهنيي القطاع إلى العمل الدؤوب والحفاظ على نفس وتيرة الإنتاج.

ويعد حسن بن جلون ، وهو أيضا كاتب سيناريو، واحدا من المخرجين المخضرمين الذين بصموا على تواجد مميز في المشهد السينمائي المغربي من خلال اخراجه لعدة أفلام ، أبرزها، ” يا ريت” (1993)، و”أصدقاء الأمس” (1996) ، و”شفاه الصمت” (2001)، و”الغرفة السوداء (2004)، و”فاين ماشي يا موشي؟” (2007) ، و”المنسيون” (2010)، و”القمر الأحمر” (2013)، و”اختيار أسماء” (2016)، و “يا ريت”.

وإلى جانب “من أجل القضية” لحسن بن جلون، يحضر المغرب ايضا في مسابقة “آفاق السينما العربية” بشريط “نساء الجناح ج”، لمحمد نظيف.

وتتنافس إلى جانب الفيلمين المغربيين في هذه المسابقة، على الخصوص أشرطة “بيك نعيش” للمخرج التونسي مهدي برصاوي و”بغداد في خيالي” للمخرج العراقي سمير جمال الدين، و”بيروت المحطة الأخيرة” للمخرج اللبناني إيلي كمال، و”نجمة الصبح” للمخرج السوري جود سعيد، و”شارع حيفا” للمخرج العراقي مهند حيال و”أوفسايد الخرطوم” للمخرجة السودانية مروة زين، و”ع البار” للمخرج التونسي سامي التليلي، و”باركور” للمخرجة الجزائرية فاطمة الزهراء زموم .

وتضم لجنة تحكيم هذه المسابقة، الناقد الكندي بيرس هاندلنج (رئيسا)، والمنتجة المغربية لمياء الشرايبي، والممثلة المصرية هنا شيحة، والفنان التونسي أمين بوحافة، والمنتج البلغاري ستيفن كيتانوف.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة