في سوق الجملة ومجازر اللحوم بالدار البيضاء كل شيء يسير بشكل عادي

في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، ومجازر اللحوم الحمراء الواقعة غير بعيد عنه، كل شيء يسير بشكل عاد، وهو ما يعكسه الرواج التجاري الكبير، والعرض الكافي الموضوع رهن إشارة تجار وساكنة العاصمة الاقتصادية.

ففي مهمة إعلامية لفريق من وكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الخميس، من أجل الوقوف عن قرب على واقع التزود بالخضر والفواكه واللحوم الحمراء محليا، بدا واضحا أن كل العمليات التجارية تسير بشكل طبيعي، مع اتخاذ طبعا كل تدابير النظافة والوقاية المتعلقتين بالسلامة الصحية، في ضوء انتشار فيروس كورونا، بيد أن سلوكيات العديد من المستهلكين تطرح علامات استفهام بشأن التهافت الكبير غير المفهوم على مواد غدائية متوفرة بكثرة في السوق المحلية .

ففي سوف الجملة للخضر والفواكه، الذي يستقبل يوميا العشرات من الشاحنات المحملة بالمنتجات القادمة من مختلف المناطق، كل شيء يسير وفق ما تمليه قواعد الرواج العادي، وذلك ضمن سلسلة مترابطة تبدأ بقدوم الشاحنات، وتمر بعمليات البيع والشراء، وتنتهي بنقل الخضر والفواكه إلى المستهلك في مختلف الأسواق والأحياء.

ومع المرور من حلقات هذه السلسة، تتم عمليات البيع بالجملة والتقسيط ، وذلك بموازاة مع تحرك كل أنواع العربات مثل خلية نحل صوب مهام مختلف ومتباينة.

أما على مستوى مجازر اللحوم الحمراء، فإن الخدمات تسير وفق برنامج منظم ومضبوط، من خلال نقل الماشية وذبحها وتوزيع لحومها ، مع ما يرافق ذلك من التقيد الصارم بشروط النظافة والسلامة، التي تعززت أكثر مع إطلالة خطر ( كوفيد 19 ).

لذلك فإن كل هذه العمليات تتم في وقت مبكر، من أجل ترك مجال زمني كاف أمام مهنيي نقل اللحوم لتغطية مساحة مترامية الأطراف، خاصة وأن الأمر يتعلق بنقل لحوم بهائم تعد بالعشرات.

ومن أجل تقديم مزيد من المعطيات حول عمليات ترويج الخضر والفواكه ونوعية العرض المتوفر، أوضح جعفر الصبان، مدير سوق الجملة للخضر والفواكه، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن السوق يبقى مفتوحا على مدار اليوم وطيلة أيام الأسبوع، من أجل استقبال حوالي 800 شاحنة يوميا ، تنقل ما معدله 4 إلى 5 آلاف طن من الخضر والفواكه .

وأضاف أن وتيرة التزود بالخضر والفواكه، في الوقت الراهن “عادية جدا”، دون تسجيل أي نقص لا في الخضر ولا في الفواكه.

أما بالنسبة للأثمنة، يضيف الصبان، فإنها سجلت يوم السبت 14 مارس الجاري، “ارتفاعا طفيفا” تراوح ما بين 20 و 30 سنتيما بالنسبة للخضر (لكل كيلوغرام بالجملة ،” وتفاقم “هذا الارتفاع يوم الأحد 15 مارس الجاري ( زائد درهم إلى درهمين للكيلوغرام الواحد بالنسبة للخصر داخل فضاء السوق / البطاطس، الجزر، البصل وغيرها )، نظرا لتزايد الطلب على الخضر ، مؤكدا أن ” الأثمان بدأت في التراجع شيئا فشيئا ابتداء من يوم الاثنين الماضي ، فعادت إلى وضعها الطبيعي أمس الخميس “.

وعزا الصبان هذه الزيادات إلى “تهافت المواطنين على الخضروات”، رغم توفر العرض بشكل كاف جدا، وهو ما خلق زيادات في أثمنة البيع بالجملة، والذي انعكس على عمليات البيع بالتقسيط، مؤكدا في الوقت ذاته أن أثمنة الفواكه ” لم يطرأ عليها أي تغيير”.

وفي سياق متصل “طمأن المواطنين إلى أن الخضر والفواكه موجودة بوفرة في الضيعات الوطنية”، لأن المغرب لا يستوردها من الخارج، ولذلك، كما قال، ” لا داعي للتوجس أو الخشية من عدم التزود بها، خاصة وأن الأثمنة عادت إلى وضعها الطبيعي”.

وبخصوص التدابير المتخذة بشأن السلامة الصحية للمترددين على السوق في ضوء انتشار فيروس كورونا، قال إن سوق الخضر والفواكه، الذي هو مرفق حيوي، “يتعين عليه مواصلة تأدية مهمته عبر تزويد الساكنة بالمنتجات الضرورية، رغم وجود ظرفية حساسة وصعبة، لكن ذلك لا يمنع من التحلي باليقظة والاحتراس”.

وبناء عليه ، يضيف الصبان، تم اتخاذ التدابير اللازمة، في ضوء ما صدر عن الجهات الحكومية ( وزارات الصحة والداخلية والفلاحة)، وذلك من أجل التخفيف من انعكاسات هذا الفيروس، موضحا أن من بين هذه التدابير منع دخول الأشخاص غير الأساسيين للسوق ، علاوة على القيام بحملات تحسيسية (غسل اليدين بالصابون، عدم التصافح ، تفادي التجمع .. إلخ ).

وينضاف إلى كل ذلك حملات توعوية تقوم بها الشرطة الإدارية، علاوة على عمليات النظافة والتعقيم ، مع الشروع في التعقيم الهوائي لجنبات السوق، وذلك ضمن التدابير الاحترازية ذات الطابع الوقائي.

أما هدى الشيشاوي، مديرة مجازر الدارالبيضاء (تابعة لشركة الدار البيضاء للخدمات)، فقد أكدت وجود طلب متزايد على اللحوم الحمراء، لكن في المقابل “لا وجود لأي مشكل في التزود على الإطلاق، بل لا داعي للخشية .

وبعد أن أشارت إلى أنه يتم ذبح حوالي 450 من الأبقار يوميا على مستوى المجازر، خلال الأوقات العادية، قالت إن هذا الطلب ازداد بشكل كبير، حيث “بلغنا مستوى قياسيا لم يسبق للمجازر أن سجلته، إذ تم يوم الاثنين الماضي ذبح ( 1060) ألف وستين عجلا، كما تم ذبح 600 من الأبقار أول أمس الأربعاء، وهي حالة غير عادية لأن الطلب تزايد بشكل كبير على اللحوم الحمراء”، لكن الأمور بدأت تستقر، حيث عادت المجازر، أمس الخميس، إلى العدد المعتاد من الأبقار التي يتم ذبحها، “وسننتظر ماذا سيقع غدا السبت لأن المجازر لا تشتغل يوم الجمعة”.

وفي ضوء الخطر الذي يمثله فيروس كورونا، قالت المديرة، إنه تم عقد اجتماع مع طبيبة الشغل، لبلورة عدة تدابير على شكل توصيات تخص العمال وفضاءات المجازر، وذلك من أجل تفادي انعكاسات هذا الفيروس.

ومن بين هذه التدابير توسيع مجال عمليات التنظيف والتعقيم على مستوى مختلف فضاءات المجازر، مع توفير السائل المخصص لتعقيم اليدين، فضلا عن تقليص الاجتماعات والتجمعات التي لا فائدة منها، وتقوية عمليات التحسيس بشأن قواعد السلامة الصحية التي يتعين التقيد بها.

لقد شكلت كل من سوق الجملة للخضر والفواكه ومجازر اللحوم الحمراء، على الدوام مرفقين حيوين لهما صلة بالمعيش اليومي لساكنة مدينة كبيرة وضخمة بحجم الدار البيضاء، دون نسيان طابعهما الاقتصادي والاجتماعي .

لذلك فإن استمرار نشاطهما، حتى في ضوء الخطر الذي يشكله فيروس كورونا، هو في غاية الأهمية، لأن الأمر يتعلق بالقوت اليومي للناس.

ويعد سوق الجملة، الذي شيد من 1976 حتى 1978 على مساحة محددة في خمسين هكتارا جزءا من الحركة المعمارية المعروفة باسم “الهندسة القاسية الطبع”، وهو أسلوب يعتمد على بيان هيكل المباني، ونقاء الشكل، دون إضافات أو استعمال الزخرفة.

أما المجازر، التي أسند المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء مهمة تدبيرها و تأهيلها لشركة الدار البيضاء للخدمات منذ دجنبر 2014، فتتوفر على قدرة مهمة لإيواء الماشية (900 من الأبقار و5000 من الخرفان)، وسلسلتين لذبح الأبقار طاقتها 70 رأسا في الساعة لكل واحدة، علاوة على سلسلتين لذبح الخرفان طاقتها 450 رأسا في الساعة لكل واحدة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة