مفتكر: فوز جوق العميين بالجائزة الكبرى لمهرجان قرطاج تكريم للسينما المغربية

قال المخرج المغربي محمد مفتكر إن حصول فيلمه “جوق العميين” على الجائزة الكبرى (التانيت الذهبي) لأيام قرطاج السينمائية في دورتها ال26 التي اختتمت مساء أمس السبت بتونس العاصمة، هو تكريم للسينما المغربية التي راكمت تجربة جمالية وفنية غنية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف المخرج مفتكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش اختتام فعاليات هذه الدورة التي كانت قد افتتحت فعاليتها يوم 22 نونبر الجاري، أن هذا الاستحقاق يثمن المسار والحصيلة والتجربة الإيجابية التي راكمتها السينما الوطنية خلال الفترة الاخيرة، مما جعلها محط اعتراف وتقدير عربي وإفريقي ودولي، مضيفا أن هذا الفوز يمثل أيضا تنويها والتفاتة للسينما التونسية التي “أثرت فينا بشكل كبير” في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، علاوة على أنه تتويج للسينما المغاربية خصوصا والافريقية عموما.
وأضاف مفتكر أن سر نجاح الفيلم يكمن في “بساطته ورؤيته النوستالجية” التي عبر عنها في استعادته لحقبة هامة من تاريخ المغرب الحديث”، والتي ما يزال “المواطن يكن لها حميمية عميقة”، في إشارة إلى أوائل سنوات الاستقلال.
وأبرز المخرج أن اعتماد هذا الفيلم على سردية سينمائية ترتكز على الإيحاء والترميز والاشتغال على الأدوات الفنية بحرفية سينمائية معبرة أعطى للفيلم أيضا هذه الجمالية السينمائية الراقية، علاوة على أنه “لا يقدم دروسا، ولا يصدر أحكام قيمة سواء على حقبة أو على أشخاص، بل ينقل واقع مجتمع له الحق في أن يكون كما هو، وحياة أشخاص لهم الحق في الوجود كما هم، لذلك تفاعل الناس معه، وأحبوا أبطاله وتفاعلوا مع تلك الحقبة التي تناولها” بتلقائية وتعاطف.
في هذا السياق، أعرب مفتكر عن اعتزازه بالتفاعل الجماهيري الكبير الذي لقيه الفيلم خلال عرضه ضمن فعاليات الدورة الحالية، وإصرار الجمهور على مواصلة مشاهدته رغم عرضه في ساعة متأخرة تزامنت مع ظرفية استثنائية تتميز بفرض حظر التجول في العاصمة التونسية ابتداء من الساعة التاسعة ليلا.
من جهة ثانية، نوه المخرج المغربي بقيمة الأفلام المعروضة خلال أيام قرطاج السينمائية ،على مستوى تنوعها وتعددها واختلاف رؤيتها السينمائية ومعالجتها الدرامية وتناولها الجمالي للأحداث والوقائع والحكايات، مضيفا أن هذا الغنى الفني يساهم في إغناء السينما الافريقية بشكل عام.
ويستعيد فيلم “جوق العميين”، الذي سبق له أن حاز على العديد من الجوائز بالمغرب وخارجه آخرها حصوله على ثلاث جوائز بالمهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل في دورته الأولى، فترة انعطافية من التاريخ المغربي المعاصر فيما سمي ب”سنوات الرصاص” بعوالمها السياسية والثقافية والاجتماعية، من خلال مسار حياة “جوق شعبي” يضطر أفراده إلى التظاهر بالعمى أحيانا بهدف إحياء أعراس عامة وحفلات مخصصة للنساء تقيمها عائلات مغربية محافظة.
وفاز بالتانيت الفضي للجائزة الكبرى لأيام قرطاج السينمائية، التي كانت قد افتتحت فعالياتها يوم 22 نونبر الجاري، الفيلم الجنوب إفريقي “نهر بلا نهاية” للمخرج أوليفيي هرمانيس، فيما حاز فيلم “على حلة عيني” للمخرجة التونسية ليلى بوزيد بالتانيت البرونزي.
وأسندت لجنة التحكيم جائزتها للفيلم المغربي “الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش.
يشار إلى أن المخرج المغربي محمد مفتكر بدأ مسيرته السينمائية بإخراج أفلام قصيرة من قبيل “ظل الموت” (2003) و”رقصة الجنين” (2005) و”آخر الشهر” (2007) و”نشيد الجنازة” (2008) و”محطة الملائكة” (2009)، ثم انتقل فيما بعد إلى إخراج الأفلام الطويلة: ” البراق” (2011)، ثم الفيلم الأخير”جوق العميين” (2015).
وترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة والمطولة لهذه للدورة ال26 لأيام قرطاج السينمائية، التي يشارك فيها أزيد من 350 فيلم يمثلون 58 دولة عربية وأوروبية، المغربي نور الدين الصايل، وتضم في عضويتها ليلى شهيد (فلسطين) ومارسيلا سعيد (الشيلي) وأنيسة براق (تونس) ونيوتن أدواكا (نيجيريا) وأسامة فوزي (مصر) وأبيل جفري (فرنسا).
وقد تنافس على جوائز هذه الدورة، التي حملت شعار “نحلم، نتحاور ونتقدم”، 17 عملا روائيا في مسابقة الأشرطة الطويلة، و13 عملا بين روائي وثائقي وسينمائي في مسابقة الأشرطة القصيرة، فيما ضمت مسابقة الأشرطة الوثائقية 16 فيلما، ومسابقة العمل الأول “الطاهر شريعة” 20 عملا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة