تقديم كتاب “طيور المغرب” الذي قدمت له الأميرة للا حسناء

جرى مساء أمس الخميس بمدريد تقديم كتاب “طيور المغرب”، الذي قدمت له الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أمام نخبة من المثقفين والإعلاميين وشخصيات من مختلف الآفاق.
وفي مقدمة هذا المؤلف، الذي يقع في 272 صفحة من الحجم الكبير، أشارت الأميرة للا حسناء إلى “أن هذا الكتاب الجميل يجسد جمال الحامل والمحمول، كما يدل على ذلك عنوانه ونوعه، طيور المغرب”.
وأضافت سموها “هو إذا عبارة عن سمفونية ألفها كاتبه، الذي ليس بلده الأصلي سوى جارنا في الجغرافيا والتاريخ، تم عزفها بمهارة من قبل دارين للنشر مغربية وإسبانية، دار ملتقى الطرق، ودار لونويرغ. إن هذا الكتاب لذو منحة تعليمية وصبغة تحسيسية ونفس نضالي، يحث على احترام الحياة في جميع أشكالها وحماية المهددة منها بالانقراض”.
وتابعت أن “بدء التكوين كان من فكرة يحملها هذا الكتاب الجميل مفادها أن الطيور، هذه المخلوقات العجيبة التي تذكرها الكتب المقدسة، والتي تجسد إحدى أجمل حالات الإنجاز الجمالي للآداب العربية الإسلامية، هي بمثابة استعارات حية تلخص، بمعنى من المعاني، لغز الخلق : الريش والأجنحة، والغناء، والهجرة والعودة، والافتراس، وغريزة البقاء، والفصائل، والأنواع”.
وقالت سموها “إنها هنا أنشودة الحياة على الأرض وفي السماء، تستحق أن نوفيها حقها من الاحتفاء، وذاك ما يمكن لكل ثقافة أن تفعله على طريقتها الخاصة”، مشيرة إلى أنه “كتاب يقدم شهادة حقيقية على أن الأفضل ليس مستحيلا، ويتخذ الطيور ذريعة لبث هذه الرسالة وحض حكماء العالم على التحرك لتجنب وقوع الأسوأ”.
وأردفت أن هذا العمل “سيسترعي اهتمام الجميع من هواة ومحترفين شغوفين بهذا التخصص النبيل، تخصص علم الطيور، وستغمر السعادة قلوبهم وهم يتصفحون هذا الكتاب المفعم شعرا. أما الأجيال الجديدة في المغرب كما في كل بقعة من القرية الكوكبية، فستكتشف فيه عالما مدهشا جديرا بالاهتمام”.
وقالت الأميرة إن “المغرب أصبح، بتبنيه آمالا واسعة تتعهدها وتنميها سياسة حكيمة وضع تصورها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، نموذجا يحتدى في مجال الحماية البيئة والتنوع البيئي، ونحن لا ندخر جهدا في خدمة هذه القضية التي تتسامى على كل ما هو ذي أولوية أو استعجال، وذلك ما جعل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي أتشرف برئاستها، لا تفتأ تهيب بكل الأطراف، داعية إياها إلى حماية هذه الثروة الثمينة الهشة التي لا تعوض”.
ومؤلف “طيور المغرب” الذي صدر بأربع لغات (العربية والاسبانية والفرنسية والإنجليزية) عن داري النشر مفترق الطرق (المغرب) ولونويرغ (إسبانيا)، والذي جرى تقديمه بحضور سفير المملكة بإسبانيا محمد فاضل بنيعيش، لا يدعي، بحسب مؤلفه، أنه قائمة شاملة لكل أنواع طيور المغرب أو دليلا ميدانيا لتحديد هويتها.
وقال إكناسيو يوفيرا في مدخل كتابه إن ما حاول أن يظهره هو رحلة فوتوغرافية لأنواع الطيور التي يعتبرها الأكثر تمثيلا بالبلاد، وفي المناطق والمناخات التي يسهل لقاءها، مشيرا إلى أن جمال وجاذبية طيور المغرب يكمنان في مظهرها المتواضع، وألوانها الدقيقة وريشها وقدرتها المذهلة على التكيف مع الظروف القاسية للحياة في الصحراء والجبال العالية.
ولد إغناسيو يوفيرا بمدريد سنة 1968، ودرس فن التصوير وتدبير المقاولات بباريس، جال منذ سنة 1980 العالم بحثا عن الحيوانات، خاصة الطيور. وفي سنة 2007 أحدث صندوق إمبيريزا لتنفيذ مشاريع صغيرة للحفاظ على أصناف الطيور البرية، وبرامج التكوين والدعم اللوجستي للشباب المرشدين المتخصصين في الطيور بإفريقيا.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة