العدس: موائد الأغنياء تحتفي بـ”لحم الفقير”

لا تكاد تخلو مائدة الطعام العربية من الفلافل أو حساء العدس أو حتى أنواع السلطات المصنوعة من الحمص وكلها مصادر أساسية للبروتين وهو أمر يعوض تناول اللحوم، التي ترتفع أسعارها بشكل ملحوظ.
وارتبط تناول اللحوم والبقوليات على مدار التاريخ بشكل كبير بالوضع الاقتصادي للأفراد والدول، ففي فترات الازدهار الاقتصادي كان تناول اللحوم يعد من الوجاهة الاجتماعية لاسيما وأن البقوليات رغم غناها بالمواد الغذائية، إلا أنها تحتوي على جزيئات من السكر صعبة الهضم ما يسبب الشعور المزعج بالانتفاخ بعد تناولها.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا في تناول اللحوم وزيادة واضحة في عدد من يعتمدون على التغذية النباتية مع التخلي عن منتجات اللحوم، وهو ما رصدته الأمم المتحدة وفقا لتقرير نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية. وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن الهنود وسكان وسط آسيا اعتمدوا بشكل كبير في التغذية على العدس منذ قرون. وتم توريد العدس لاحقا لوسط أوروبا عن طريق مصر وروما ليصبح العدس الآن أحد أشهر البقوليات في أوروبا، وفقا لتقرير نشره موقع “تسينتروم فور غيزودهايت” الألماني.
لا يتنوع العدس في ألوانه فقط بين البني والأخضر والأحمر والأصفر والأسود، بل تتنوع الفيتامينات التي يحصل عليها الجسم من كل نوع. فأنواع العدس التي يمكن طهيها بقشرتها تتميز بأنها أخف في الهضم وبالتالي فهي الأنسب لمن يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي بشكل عام. أما أنواع العدس التي تستخدم بقشرتها فهي أغنى بالمواد الغذائية علاوة على أن طعمها أكثر تركيزا.
وتساعد مكونات العدس على الشعور بالشبع لفترة طويلة كما أنها تقوي جهاز المناعة وتخليص الأمعاء من المواد الضارة. وفي كندا أظهرت دراسات أجريت على من يمارسوا الرياضات العنيفة، أن أدائهم يتحسن بشكل ملحوظ إذا تناولوا وجبات مصنوعة من العدس قبل المباريات كبديل للمعكرونة والبطاطا، وفقا لموقع “تسينتروم فور غيزوندهايت”. ويتميز العدس بغناه بمركب عضوي طبيعي موجود في خلايا الجسم يلعب دورا مهم في بناء الخلايا الجديدة. وتتراجع نسبة هذا المركب مع موت الخلايا القديمة أو المريضة في الجسم ويتم تعويضها من خلال التغذية المناسبة

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة