قطر 2022.. إنريكي المدرب الشغوف والمتحمس الذي يريد أن يموت بأفكاره

يخوض المدرب الإسباني لويس إنريكي (51 عاما)، الذي تحمل الصعاب الكبيرة، غمار مونديال قطر 2022 بالشخصية التي سمحت له بمواجهة المواقف الشخصية والمهنية الأكثر صعوبة.

فبعد خيبة الأمل التي عاشها في روسيا وخروج منتخب “لاروخا” من الدور الثاني ضد البلد المضيف، فإن التحدي الاحترافي الكبير الذي يواجه لويس إنريكي منذ توليه تدريب المنتخب الإسباني في 2018 هو الموعد الكروي بقطر.

فبعد عدة أشهر من الغياب بسبب مشاكل صحية عانت منها ابنته، عاد المدرب الأستوري للمنتخب الوطني في سنة 2019 في الوقت المناسب، حيث تأهلت إسبانيا إلى نهائي دوري الأمم 2021، قبل أن تلعب مباراة نصف نهائي اليورو 2020.

وبالنسبة لكأس العالم، يراهن لويس إنريكي على تشكيلة مقلصة تضم لاعبين يتفقون مع فلسفته الدينامية لكرة القدم، من دون لاعبين “لا يمكن استبدالهم” يحتمل أن يحدثوا أجواء سيئة إذا كانوا بدلاء أو عندما يطلب منهم بدل مجهود داخل رقعة الميدان لم تعد لديهم.

ولدى إنريكي الأسلحة ليؤمن بإنجاز مثل ذلك الذي تحقق سنة 2010 بجنوب إفريقيا: المثابرة والتضحية وقوة التحمل التي تتطلبها ركوب الدراجات، إحدى رياضاته المفضلة.

ومنذ عودته، أثارت العديد من القرارات التي اتخذها لويس إنريكي، والتي تعد جزءا من فلسفته عن كرة القدم، والتي لا تستند فقط إلى ما يجري على أرض الملعب، انتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام. لكنه ظل دائما يرفض الانتقادات الموجهة لأداء الفريق ويطالب بأن يكون له دور من أجل تخفيف الضغط على اللاعبين والدفاع عن اختياراته.

لويس إنريكي، لاعب ريال مدريد وبرشلونة السابق، مستعد ذهنيا لتحمل ضغط وسائل الإعلام، ولم تكن له علاقة جيدة بشكل عام مع الصحافة، لكنه تعلم تفهمها. فقد أصبحت مؤتمراته الصحفية، التي غالبا ما تتسم بالتوتر وروح الدعابة، مشهدا تنتظره وسائل الإعلام المحلية. لويس إنريكي المتحمس يجد دائما إجابات حتى على أكثر الأسئلة إحراجا.

وبدأ المدرب الإسباني مسيرته مع الفريق الرديف لنادي برشلونة، وخاض تجربته الوحيدة بالخارج في روما، وشكلت في نفس الوقت تجربته الأولى مع أول فريق محترف. ومع ذلك، فإن أسلوبه في اللعب لم يلق ترحيبا جيدا من قبل الفريق والجماهير، مما انعكس على النتائج، فكان الإقصاء من الجولات الأولى من الدوري الأوروبي، والمركز السابع في الدوري الإيطالي والكأس، ولم يستطع بلوغ الأدوار النهائية.

وفي خضم ذلك، عاد إلى إسبانيا بعد عام من التفرغ، وكان سيلتا فيغو هو الذي وثق في أفكاره من أجل تطويره رياضيا. وهذا ما فعله مع فريق نجا بصعوبة من الهبوط ليحتل المركز التاسع في الموسم الكروي التالي.

وجاءت فرصته الكبيرة مع الدعوة التي وجهت له من فريق برشلونة، الذي وقع معه لمدة موسمين من أجل إعادة إحياء أيام المجد. وعلى الرغم من البداية الصعبة، إلا أنه استطاع التكيف مع النجوم ورسالته وصلت غرفة الملابس ليفوز بالثلاثية في 2014/2015 وثنائية الدوري والكأس في 2015/2016.

وعلى مدار مشواره الاحترافي كلاعب ومدرب، كان الشغف الذي يرافق لويس إنريكي هو مفتاح نجاحه. … وإذا كان يجب أن يموت، فسوف يفعل ذلك بأفكاره.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة