النظام الجزائري أضاع فرصة سانحة للتطور والتخلص من أسر عقد الماضي

قال الكاتب الصحفي اللبناني، خير الله خير الله، إن قمة الجزائر كانت فرصة كي يثبت النظام الجزائري قدرته على التطور والتخلص من أسر عقد الماضي، لكنه أضاع الفرصة التي سنحت له.

وتابع الكاتب الصحفي اللبناني، في مقال حمل عنوان “عرب المنطق… وعرب الأوهام!“، أن القمة “كشفت حقيقة هذا النظام الذي يسيطر عليه العسكر سيطرة تامة”، مبرزا أن “الطريقة التي تعاملت بها الأجهزة الجزائرية مع الوفد المغربي، الرسمي والإعلامي، كانت سابقة في تاريخ الإجتماعات العربية”.

وأضاف أن طريقة التعامل هذه، كان لها بالمقابل جانب إيجابي واحد “نظرا إلى أنها كشفت طبيعة هذا النظام ومدى معاناته من العقدة المغربية، كذلك كشفت إلى أي حد يبدو مستعدا للذهاب عندما يتعلق بإظهار العداء للمغرب، بغية تنفيس الإحتقان الداخلي”.

وأبرز أن النظام الجزائري نجح في أمر واحد، هو في جعل اللغة الخشبية تسيطر على أعمال القمة التي اكتفت بـ”إدانة كل أنواع التدخل في الشؤون العربية”، دون تسمية إيران وميليشياتها المنتشرة في أماكن مختلفة من بينها العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وتسائل خير الله خير الله “هل نجح النظام الجزائري في جعل القمة التي استضافها نموذجا لما على العرب تفاديه في المستقبل؟ “، قبل أن يجيب بأن “ما حصل خلال القمة وبعدها يوفر جوابا عن هذا السؤال.

ولفت إلى أن “من حسنات مرحلة ما بعد قمة الجزائر أن هذه القمة كشفت وجود عرب المنطق وعرب اللامنطق… عرب القرن الواحد والعشرين وحقائقه وعرب الأوهام”.

وأكد أنه حتى قبل انعقاد القمة تبين كم أنها ستكون فاشلة، خصوصا في غياب القدرة لدى البلد المضيف على تسمية الأشياء بأسمائها، أو التغطية على انحيازه لمحور الممانعة الذي تقوده إيران حيث نظام مرفوض من شعبه.

وخلص خير الله خير الله إلى التأكيد بأنه سيكون من المفيد لو تنفق الجزائر الأموال التي تخصصها للمناورات العسكرية والتسلح على الإستثمار في إقامة بنية تحتية افضل وتوفير فرص عمل للشبان وبعض الرفاه للشعب الجزائري، كي لا تتكرر تجربة “سنوات الجمر” بين 1988 و1999.

وقال في هذا الصدد “كان يمكن استثمار كل هذه المليارات التي مصدرها ارتفاع النفط والغاز، من أجل تحسين المستوى التعليمي في المدارس والجامعات الجزائرية بدل استمرار البحث عن عدو وهمي هو المغرب الذي لا يكن للجزائر وشعبها سوى الخير”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة