قطر 2022: تجاهُل فودن يضع ساوثغيت تحت المزيد من الضغط

يجد مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت نفسه تحت الضغط قبل الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية لمونديال قطر، وذلك نتيجة تجاهله نجم مانشستر سيتي فيل فودن الذي اكتفى بمشاهدة التعادل السلبي مع الولايات المتحدة من مقاعد البدلاء.

وبعد بداية نارية على حساب إيران 6-2، بدا منتخب “الأسود الثلاثة” عاجزاً عن إيجاد طريقه لمرمى المنتخب الأميركي الجمعة على استاد البيت في الخور.

وفي ظل المعاناة هجومياً، قرر ساوثغيت اللجوء الى جاك غريليتش وماركوس راشفورد اللذين دخلا بدلا من بوكايو ساكا ورحيم سترلينغ، فيما بقي فودن على مقاعد البدلاء بعدما دخل أيضاً في الدقائق الأخيرة من مباراة الجولة الافتتاحية.

ويدفع فودن ثمن خيارات ساوثغيت الذي فضل أن يبدأ بمايسون ماونت خلف رأس الحربة القائد هاري كاين، فيما اعتمد على ساكا يميناً ورحيم سترلينغ يساراً.

ولم يتذمّر كثر من بقاء فودن على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأخيرة من المباراة الأولى بسبب فرحة الانتصار الكبير على “تيم ملّي”، لكن المزاج تغيّر بعد التعادل مع الأميركيين الذين حرموا الانكليز من حسم تأهلهم الى ثمن النهائي قبل الجولة الأخيرة التي تجمعهم الثلاثاء بجيرانهم الويلزيين.

وانتقد مدافع إنكلترا ومانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل خيارات ساوثغيت، قائلاً “ألا يلعب فيل فودن، فهذا أمر مخر حقاً لأنه موهبة هائلة. إنه أفضل لاعبينا بفارق شاسع”.

ولم يكن موقف الهداف التاريخي لإنكلترا واين روني مختلفاً عن زميله السابق في “الشياطين الحمر”، معتبراً أنه على ساوثغيت الاعتماد على فودن في التشكيلة الأساسية.

وقال “أجد من الغريب جداً أن فودن لم يدخل كبديل ضد الولايات المتحدة. لو كنت أنا مدرب إنكلترا، لكان الركيزة الأساسية في تشكيلة الـ11 لاعباً”.

وتابع “فنياً، هو أفضل لاعب حظيت به إنكلترا. أعتقد أنه إذا كنت تملك موهبة مثل فودن، فيتوجب عليك أن تشركه بكل بساطة”.

في كأس أوروبا التي أقيمت في صيف 2021، بدأ فودن المباراتين الأوليين لبلاده أساسياً، لكنه خسر مركزه مع تقدم البطولة التي وصلوا فيها الى المباراة النهائية قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا، في لقاء غاب عنه نجم مانشستر سيتي بسبب الإصابة.

“موهبة مميزة”

أن يختار ساوثغيت تجاهل أحد أبرز لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز ومن نجوم القارة الأوروبية ومسابقتها الأهم دوري أبطال أوروبا، فهناك على الأرجح قطبة مخفية في مكان ما.

وهذا ما تساءل عنه مدافع إنكلترا وليفربول سابقاً جايمي كاراغر، قائلاً “كان من المُحَيّر أن يبقى (فودن) على مقاعد البدلاء عندما كانت المباراة تصرخ من أجل إبداعه. إنه يتمتع بموهبة مميزة جداً”.

بعد مباراة الولايات المتحدة، رَدَّ ساوثغيت على منتقدي طريقة تعامله مع فودن، زاعماً بأنه لا يريد إشراكه في دور مركزي وسط الملعب لأنه يلعب غالباً كجناح مع مانشستر سيتي.

ورأى ساوثغيت أنه إذا لم تفز إنكلترا بالمباراة سيواجه الانتقادات “مهما كانت هوية المهاجم الذي نبقيه على مقاعد البدلاء”، مضيفاً “لم نعتقد أنها كانت مباراة لفيل في الوسط، لأنه لا يلعب هناك (في هذا المركز) مع فريقه”.

وتابع “كانت مباراة بحاجة الى الخبرة في الوسط. نحب فيل، إنه لاعب رائع”.

لو كان هناك مدرباً أكثر صراحة من ساوثغيت لقال أن فودن لم ينجح حتى الآن في نقل تألقه مع سيتي الى المنتخب الوطني الذي سجل له هدفين فقط في 19 مباراة.

ورغم التعادل مع الولايات المتحدة، يبقى مصير إنكلترا بين يديها في معركة التأهل وصدارة المجموعة.

ووحدها الخسارة بفارق أربعة أهداف أمام ويلز ستحرم فريق ساوثغيت من حجز بطاقته الى ثمن النهائي، فيما سيمنحها الفوز على غاريث بايل ورفاقه صدارة المجموعة.

وإذا أراد الإنكليز التفكير بأبعد من الدور ثمن النهائي ومحاولة تحقيق حلم الفوز باللقب للمرة الثانية، بعد أول يعود الى 1966، فسيكون عليهم أن يكونوا أكثر إبداعاً.

ولهذا السبب، يرى جمهور فودن أن هناك ضرورة لمنحه فرصة من أجل تحديد الوتيرة ومنح بلاده الزخم التي هي بحاجة اليه للذهاب بعيداً.

بالنسبة لساوثغيت، هذه هي المعضلة التي يحتاج الى حلها لتجنب أن ينتهي مشوار إنكلترا في كأس العالم بحرب من الاتهامات المتبادلة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة