مونديال 2022: إنريكي يدفع ثمن لعنة الضربات الترجيحية و… “اختيار” المغرب!

بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من انتهاء المشوار عند الدور الأول، نتيجة تقدم كوستاريكا على ألمانيا، في الجولة الثالثة والأخيرة، اعتقد الإسبان أن الحظ أسعفهم بانهائهم المجموعة الخامسة في الوصافة، لأنهم سيتجنبون بذلك كرواتيا والأرجنتين والبرازيل في طريقهم المأمول إلى نهائي مونديال قطر 2022.

زعم مدرب “لا روخا” لويس إنريكي أنه لم يكن يتابع نتيجة المباراة الثانية في الجولة الأخيرة بين ألمانيا وكوستاريكا التي تقدمت لثلاث دقائق على أبطال العالم أربع مرات، تزامناً مع تخلف إسبانيا أمام اليابان، ما كان يعني خروج أبطال 2010 و”دي مانشافت” معاً من دور المجموعات.

أجاب إنريكي على سؤال بشأن تلك اللحظة من المباراتين قائلاً “هل كنا خارج البطولة في هذه الدقائق الثلاث؟ لماذا تُعلِموني بذلك؟ لم أكن أعلم… كنت مركزاً على مباراتنا ولو علمت بذلك لأصبت بأزمة قلبية”.

في النهاية، خسرت إسبانيا أمام اليابان (1-2) وتأهلت بصحبة “الساموراي الأزرق” كوصيفة للمجموعة لتواجه المغرب الذي كان قد حسم صدارته للمجموعة السادسة، عوضاً عن لقاء كرواتيا ثانية المجموعة، فيما دفع الألمان ثمن خسارة الجارة الأوروبية وودعوا النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية تواليا.

شكك كثر بجدية إسبانيا أمام اليابان واشتبهت تقارير بأن إنريكي درس مسار القرعة وكان يفضل بالتالي أن يحل في وصافة المجموعة، على أن يكون المغرب بوابة عبور “لا روخا” الى ربع النهائي، لكن الصاعقة المغربية حلت، الثلاثاء، في ملعب المدينة التعليمية وانتهى مشوار أبطال جنوب إفريقيا 2010 عند ثمن النهائي للنسخة الثانية تواليا.

عقدة ضربات الترجيح

قد يكون إنريكي مدركا لتاريخ إسبانيا السيء في ضربات الترجيح ولذلك طلب من كل لاعب أن ينفذ ألف ضربة ترجيحية قبل الوصول إلى قطر، لكن يبدو أن لعنة ضربات “الحظ” لم تفارق “لا روخا” فسقطوا في اختبارها للمرة الرابعة من أصل خمس، بعد ربع نهائي مونديال 1986 ضد بلجيكا، ربع نهائي مونديال 2002 ضد كوريا الجنوبية، وثمن نهائي مونديال 2018 ضد روسيا والآن ضد المغرب.

هذه الهزيمة مؤلمة جداً لفريق بدأ مشواره القطري بانتصار تاريخي على كوستاريكا (7-0) جعل الجميع يرشحونه ليكون الرقم الصعب في النسخة الثانية والعشرين.

هزيمة من هذا النوع قد تدفع أكبر المدربين الى التخلي عن منصبهم، لكن إنريكي يود “البقاء مدرباً لإسبانيا طيلة حياتي، لكن يتوجب عليّ التفكير بالأمر”، وفق ما أفاد بعد صدمة خروج كتبيته الشابة بقيادة غافي وبيدري ومساندة من المخضرم سيرجيو بوسكيتس.

ورداً على سؤال بشأن مستقبله، قال إنريكي “لا يمكنني الإجابة لأني لا أعلم. أمام المنتخب الوطني المتسع من الوقت. أنا سعيد (في تعامله) مع الاتحاد الإسباني، الرئيس”، مضيفاً “لو كان الأمر يعود لي، لبقيت طيلة حياتي، لكن الأمر ليس كذلك”.

وتابع “يجب أن أفكر بهدوء بما هو الأفضل لي وللمنتخب الوطني. كل الأوضاع سيكون لها تأثيرات”.

جاء إنريكي الى المنتخب من أجل محاولة إخراجه من خيبة الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا 2018 حين سقط أمام البلد المضيف بضربات الترجيح.

لكنه اضطر الى ترك منصبه بعدما عجز عن إكمال مهمته بسبب مرض ابنته شانا التي توفيت في أواخر غشت 2019 عن تسعة أعوام بعد صراع مع مرض سرطان العظام، فناب عنه مساعده روبرت مورينو ونجح في قيادة “لا روخا” الى نهائيات كأس أوروبا 2020 قبل أن يعود ويترك المهمة للاعب الوسط السابق في نونبر 2019.

محاباة لاعبي برشلونة

انتُقد في بعض الأحيان للتحيز ضد لاعبي ريال مدريد ومحاباته لبرشلونة، ولم يكن الأمر مختلفا في مونديال قطر بضمه ثمانية لاعبين من النادي الكاتالوني ولاعبين فقط من غريمه الملكي، ما سيعطي صحافة العاصمة سببا إضافيا لانتقاده غداة هذا الخروج المخيب الناجم عن اختياره من سينفذ أولاً ضربات الترجيح وفق ما أفاد، قائلاً “أنا اخترت من سينفذ، اعتقدت أنهم الأفضل من بين الموجودين على أرضية الملعب”.

وتابع “اخترت المنفذين الثلاثة الأوائل وسأكرر الأمر ذاته” لو خُيّرَ مجدداً، مضيفاً أنه لو منح خيار تبديل شيء ما “كنت سأخرج بونو (من المرمى المغربي) وأضع مكانه حارساً آخر”.

بالنسبة لإنريكي الذي خرج وفريقه بعد الفشل في ترجمة أي من الضربات الترجيحية الأولى بعدما أصاب بابلو سارابيا القائم في الأولى وصد بونو الثانية والثالثة لكارلوس سولير وبوسكيتس، فإن ضربات الترجيح “ليست يانصيب بالنسبة لي. يجب أن تسيطر على نفسك، أن تعرف كيف تسيطر على نفسك. كنت لاختار اللاعبين نفسهم (لو خُيّرَ مجدداً)”.

“المستقبل ليس موجوداً”

على الرغم من الآراء المتضاربة، وصلت إسبانيا إلى نهائيات قطر 2022 في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات في روسيا 2018 عندما أقيل مدربها خولين لوبيتيغي عشية البطولة بعد أن أعلن ريال مدريد أنه سيتولى منصب المدرب بعد كأس العالم، ليتولى فرناندو هييرو مهمة الإشراف على المنتخب خلال النهائيات.

ومقارنة مع الجدل الذي رافق مشاركة إسبانيا في السنوات السابقة، فإن المنتخب الحالي خاض غمار مونديال قطر بهدوء كبير ثم بثقة أكبر بعد الفوز التاريخي افتتاحاً، لكن بدأ الشك يشق طريقه في الخسارة أمام اليابان قبل أن تنزل الصاعقة، الثلاثاء، على يد المغرب.

في شتنبر، سُئل إنريكي عن مستقبله مع المنتخب في حال الفشل في مونديال قطر، فأجاب “المستقبل ليس موجوداً”، في إشارة الى أنه يتعامل مع كل يوم على حدة، واليوم سقطت إسبانيا، فهل يسقط الذي كان بين حفنة من اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان ريال مدريد وغريمه الأزلي برشلونة خلال مسيرته الكروية؟

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة