مونديال 2022: حكيمي “الفولاذي” قائد مغامرة المغرب التاريخية

إذا كان أشرف حكيمي يشعر بثقل التوقعات على أكتافه بينما كان يتقدّم لتسجيل ضربة جزاء ترجيحية تاريخية للمغرب ضد إسبانيا، فإنه لم يظهرها.

أظهر المدافع أعصابا فولاذية ليغمز الكرة في وسط مرمى الحارس أوناي سيمون ويحقق المغرب الفوز 3-صفر بضربات الترجيح على المنتخب الاسباني، بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي من المباراة بدون أهداف، الثلاثاء.

قاد لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، المولود في العاصمة الاسبانية مدريد، المغرب إلى مرحلة غير مألوفة في تاريخ مشاركات البلاد، حيث أصبح منتخب شمال إفريقيا أول فريق عربي يصل إلى دور الثمانية في كأس العالم.

وانطلقت احتفالات واسعة في المغرب، وفي جميع أنحاء أوروبا، التي يقطن فيها اعداد كبيرة من المغاربة، من باريس إلى بروكسل، وصولا الى برشلونة، بينما شعرت دول أفريقية وعربية أخرى بالبهجة، أيضا.

على الرغم من أن المدرب وليد الركراكي فضّل أن ينسب الفضل للفريق عوضا عن الأفراد، إلا أن حكيمي هو أحد لاعبيه المتميزين بلا أدنى شك.

يتمتع بحضور ديناميكي ومتفجر، فهو مغرم بالانطلاقات السريعة التي تخوله الانضمام إلى الهجوم، مع الحفاظ على الانضباط في الدفاع.

تدرب الحكيمي مع منتخب إسبانيا على مستوى الشباب، قبل أن يحسم ولاءه لموطن والديه.

وصرح لصحيفة “ماركا” الإسبانية قبل المباراة “ذهبتُ أيضا إلى المنتخب الإسباني لتجربته”.

وأضاف “كنت مع منتخب لا روخا لبضعة أيام ورأيت أنه لم يكن المكان المناسب لي، لم أشعر أنني في المنزل”.

وتابع “لم يكن ذلك بسبب أي شيء على وجه الخصوص، ولكن بسبب ما شعرت به، لأنه لم يكن ما كان لدي في المنزل، وهو الثقافة العربية، كوني مغربي. أردت أن أكون هنا”.

لعبت هذه الروابط العائلية دورًا مهمًا في المغامرة التاريخية للمغرب.

أثارت صورة حكيمي، 24 عاما، وهو يقبل والدته في المدرجات بعد الفوز 2-0 على بلجيكا في دور المجموعات، ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

سُمح لعائلات الفريق بالبقاء على مقربة، مما يتيح للاعبين الشعور بالحب الذي دفعهم في كثير من الحالات إلى اختيار اللعب للمغرب.

بالإضافة إلى حكيمي، وُلد العديد من اللاعبين الآخرين في بلاد أخرى، لكنهم اختاروا المغرب.

قال سفيان بوفال، المولود في باريس، بعد فوزه على إسبانيا “بالنسبة لي، أمي هي أهم شيء في حياتي”.

وأضاف “بالطبع (كانت تبكي)، العواطف في هذه اللعبة تجعلك مجنونًا. دعم عائلتك هو أهم شيء”.

النهضة
ينحدر حكيمي من عائلة متواضعة، كانت تعيش في ضاحية خيتافي بمدريد.

كانت والدته تنظف المنازل، بينما كان والده بائعًا متجولًا.

وقال حكيمي في عام 2018 “أنا أقاتل كل يوم من أجلهم، لقد ضحوا بأنفسهم من أجلي، وحرموا إخوتي من أشياء كثيرة، لكي أنجح”.

ظهر حكيمي لأول مرة مع المغرب في عام 2016، بينما كان لا يزال لاعبًا في ريال مدريد الإسباني، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا مع “لوس بلانكوس” لكنه لم يثبت نفسه بشكل كامل.

أُعير لمدة عامين إلى بوروسيا دورتموند الالماني، ثم وقع بشكل دائم مع إنتر الايطالي. بعد موسم قوي في إيطاليا، حيث فاز بلقب الدوري، قام باريس سان جرمان الفرنسي بضمّه في عام 2021.

وبعد فوزه بلقب الدوري الفرنسي، وصل حكيمي مع المغرب الى نهائيات كأس العالم، وهو مستعد لأداء المهمة التي يحتاجها الفريق، على الرغم من مكانته كنجم.

أبدع حكيمي في لحظات كثيرة في قطر، حيث مرّر كرة متقنة سجّل منها يوسف النصيري ضد كندا، لكنّ دوره الابرز تمحور في التأسيس لأقوى دفاع في كأس العالم.

تلقى هدفه الوحيد خلال الفوز 2-1 على كندا، بعد ان خطف “أسود الاطلس” تعادلا رائعا أمام كرواتيا وصيفة 2018، ثمّ هزموا بلجيكا فإسبانيا أخيراً بضربات الترجيح.

كما نال الجناح حكيم زياش الثناء بعد عودته من فترة الاستبعاد، بسبب خلاف مع المدرب السابق البوسني وحيد خليلودجيتش، لكن حكيمي كان موجودًا مع منتخب المغرب، في السراء والضراء.

والآن، مع الحضور الجماهيري الغفير للمغاربة في الدوحة، فضلا عن الدعم من بعيد، سيحصل حكيمي ورفاقه على رافعة قوية، السبت، أمام البرتغال في ربع النهائي.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة