للمرة الرابعة في أقل من شهر… مظاهرات بفرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد وماكرون يدعو “للتحلي بروح المسؤولية”

تشهد فرنسا، السبت، يوما رابعا من الاحتجاجات والمظاهرات على مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة لتعديل نظام التقاعد، ومن أهم بنوده رفع سن الإحالة على المعاش إلى 64 عاما. وعلى الرغم من تراجع المشاركة في احتجاجات اليوم الثالث 6 فبراير، تأمل النقابات الاستمرار في التظاهر وحشد الجماهير اللازمة لمواجهة تمرير هذا القانون. ومن المتوقع مشاركة أكثر من مليون شخص في مظاهرات، السبت. فيما دعا الرئيس الفرنسي المحتجين إلى مواصلة التحلي “بروح المسؤولية… وعدم تعطيل حياة بقية البلاد”.

للمرة الرابعة في أقل من شهر، دعي الفرنسيون إلى تعبئة ضد إصلاح نظام التقاعد الذي لا يتمتع بشعبية ويريده الرئيس إيمانويل ماكرون، وانتهز الأخير الفرصة داعيا إلى التحلي “بروح المسؤولية” ومثيرا لغضب النقابات.

وتأمل النقابات في مشاركة كبيرة في يوم التحرك الجديد الذي ينظم السبت ليتاح للعاملين الذين لا يمكنهم القيام بإضراب، المشاركة في المظاهرات.

وقال لوران بيرجيه رئيس النقابة الإصلاحية “الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل” (سي إف دي تي) إن “تجاوز عدد المشاركين المليون سيشكل ذلك نجاحا كبيرا”.

وذكر مصدر في الشرطة أنه يتوقع مشاركة بين 600 ألف و800 ألف شخص في التظاهرات بينهم تسعين ألفا إلى 120 ألفا في باريس.

ومنذ بداية الاحتجاج على هذا الإصلاح للرئيس ماكرون الذي تجري مناقشته حاليا في الجمعية الوطنية في أجواء من التوتر، تحدثت النقابات عن تعبئة واسعة وإن تراجع عدد المتظاهرين والمضربين في يوم التحرك السابق الثلاثاء.

وشارك بين 757 ألفا ومليوني متظاهر الثلاثاء حسب المصادر، مقابل ما بين 1,27 وأكثر من 2,5 مليون في 31 يناير.

وكشفت استطلاعات الرأي أن معظم الفرنسيين يرفضون جوهر الإصلاح الذي ينص على رفع سن التقاعد القانوني من 62 إلى 64 عاما. لكن الحكومة تؤكد تصميمها على تنفيذ هذا الإصلاح. ومع مرور الوقت، وافقت على إدخال بعض التعديلات من دون أن تمس لب المشروع. وردت النقابات بحدة على تصريحات لإيمانويل ماكرون في بروكسل الجمعة.

“مسؤولية”

في تعليق نادر على هذه القضية الساخنة، دعا الرئيس الفرنسي منظمي الاحتجاجات إلى مواصلة التحلي بـ”روح المسؤولية” لديهم حتى “يتم التعبير عن نقاط الخلاف لكن بهدوء وفي إطار احترام للممتلكات والأشخاص، ورغبة في عدم تعطيل حياة بقية البلاد”.

وتساءل لوران بيرجيه بغضب “عفوا.. لم نكن مسؤولين منذ البداية؟” بينما جرت المظاهرات حتى الآن من دون حوادث تذكر. وتحدث عن نوع من “الازدراء”.

أما رئيس اتحاد النقابات “الكونفدرالية العامة للعمل” (سي جي تي) فيليب مارتينيز، فقد صرح “يمكن أن نرد عليه بعبارات التهذيب نفسها”. وأضاف “عندما يكون هناك استياء كهذا في البلاد ونتحلى بروح المسؤولية، فنحن نصغي” للمطالب.

ويضم هذا الاتحاد ثماني منظمات ويريد مواصلة التحرك لأمد طويل، لذلك دعا إلى يومي تعبئة آخرين في 16 فبراير و07 مارس. وتحدث مارتينيز عن احتمال تنظيم “إضرابات أقوى وأكثر عددا وأوسع وقابلة للتمديد”.

ودافعت رئيسة الوزراء اليزابيت بورن التي تقف في الصف الأول في المواجهة، الخميس مجددا عن الإصلاح، مشددة على ضرورة “ضمان مستقبل نظام المعاشات التقاعدية” للشعب الفرنسي.

وفرنسا واحدة من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سن قانوني للتقاعد من دون أن تكون أنظمتها متطابقة.

واختارت الحكومة تمديد مدة العمل لمعالجة التدهور المالي لصناديق التقاعد وشيخوخة السكان. وهي تؤكد في دفاعها عن مشروعها أنه “سيحقق تقدما اجتماعيا” لا سيما عبر رفع المعاشات الصغيرة.

ولا تتمتع الحكومة بأغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية تسمح لها بتمرير مشروعها. وهي تعول خصوصا على دعم اليمين التقليدي لكنه ليس مضمونا حاليا.

ولم تفض النقاشات حول النص في الجمعية الوطنية حتى الآن سوى إلى جدل متكرر وتبادل اتهامات.

وقال لوران بيرجيه “سيكون من الأفضل أن يصبح البرلمان أكثر من ساحة عرض”، داعيا إلى مناقشة “جوهر المسألة”.

وتقدمت المعارضة اليسارية بطلبات لآلاف التعديلات.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة