الدار البيضاء.. اختتام فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بتتويج المسرحية المغربية “جفاف الجلد المصطبغ” بالجائزة الكبرى

أسدل الستار مساء أمس الجمعة بالمركب الثقافي مولاي رشيد على فعاليات النسخة الخامسة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بتتويج المسرحية المغربية “جفاف الجلد المصطبغ” كأفضل عرض مسرحي لدورة هذه السنة.

ويحكي هذا العرض المسرحي لفرقة كلية العلوم بن مسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء من إخراج عبد القادر الوردي، قصة شخصيتين مصابتين بمرض “أطفال القمر”، ويسلط العرض طيلة 40 دقيقة الضوء على الآلام والمعاناة التي تواجهها الشخصيتان بسبب الإقصاء الاجتماعي، كما يتم طرح العديد من الأسئلة الإنسانية والفلسفية التي تدفع أحد الشخصيات إلى اتخاذ قرار الخروج وتحدي الموت، بينما تبقى الشخصية الأخرى في الداخل تتنظر مصيرها.

وفي تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز سعيد الشعيبي مدير الفرقة المسرحية، أن هذا المنتوج الابداعي، الذي حاز على الجائزة الكبرى للمهرجان، هو ثمر بحث استمر لمدة سنة كاملة، مبرزا أنه تم توظيف سلسلة من الأساليب للتعبير عن أحاسيس الشخصيتين في محاولة لإيصال معاناتهم للعالم من خلال تقنيات النص والحركات الجسدية وفن الفيديو.

وأشار الشعيبي، وهو أيضا المسؤول عن الأنشطة الثقافية والرياضية بكلية العلوم بنمسيك، إلى أن الفوز بالجائز الكبرى للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء يشكل من جهة حافزا لدى طلبة الكلية لمزيد من العطاء، ويعكس من جهة أخرى نجاح الجهود المبدولة من قبل أساتذة المؤسسة في عملية التكوين إسهاما منهم في تأطير الطلبة لتطوير مهاراتهم في مجال المسرح على الخصوص والفن على العموم.

من جهة أخرى، عادت الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، المكونة من كل من الصحافية والناقدة المسرحية بشرى عمور والاستاذ الجامعي محمد بنزيدان (المغرب) واستاذة المسرح الرومانية أنكا سيميلار وأستاذ المسرح الايطالي كلاوديو دو ماكليو برئاسة الممثل والمخرج المسرحي والشاعر محمد الشوبي (المغرب)، إلى مسرحية “وماذا بعد ؟” لكلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية بسطات.

وتتناول هذه المسرحية من خلال خمس لوحات وضعيات إنسانية تتقاسم تناول ظاهرة الاغتصاب الذي يمارس على الإنسان، بطرق مختلفة، بشكل مباشر وغير مباشر، فيؤثر سلبا على العمل والشرف والصحة والعقل والتراث.

وفي ما يتعلق بجائزة الإخراج المسرحي فقد عادت لريم مكاوي عن مسرحية “أسطورة” (MYTHOS) لمؤسسة Cours Florent Berlin بألمانيا.

وكانت جائزة أحسن سينوغرافيا من نصيب مسرحية “امطار ناعمة” (soft rains) لشركة مسرح صوفيا أميندوليا وجائزة أحسن كوريغرافيا لمسرحية APENA لأكاديمية مسرح روما وكلاهما يمثلان ايطاليا.

من جانب آخر فقد فازت كل من سامية العسولي عن مسرحية “جفاف الجلد المصبوغ” لكلية العلوم بنمسيك وموصومي مو عن مسرحية “لم يحن وقت الفرار” لجامعة دكا / بنغلاديش، مناصفة بجائزة أحسن ممثلة.

وبالنسبة لجائزة أحسن ممثل فقد عادت مناصفة إلى كل من عبد الصمد صادق عن مسرحية “جفاف الجلد المصبوغ” ويوسف الغليظي عن مسرحية “زمن الصفر” من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء.

أما جائزة النص المسرحي فقد ظفر بها رفيق مرشيد عن مسرحية “خط أسود” لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.

ومما ميز هذا الحفل الختامي للدورة 35 لهذه التظاهرة الدولية، المنظمة بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك -جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وبرعاية سامية من الملك محمد السادس، عرض شريط مؤسساتي يكشف عن أهم اللحظات والمحطات التي عاشتها فعاليات المهرجان.

كما تم بالمناسبة تقديم شواهد تقديرية لكل الطاقات التي كانت وراء تنشيط المحترفات التكوينية ويتعلق الأمر بكل من سيرين الاشقر (فرنسا-لبنان) في ورشة “المسرح والارتجال” ومحمود شهدي من المغرب في ورشة المبادئ الأساسية للإخراج المسرحي المعاصر وادريس الجاي (المغرب -ألمانيا) في روشة عن الحركة والسكون فوق الخشبة كعنصرين أساسيين في العمل الدرامي وذلك الى جانب كلاوديو دو ماكيليو في ورشة تم التركيز فيها على المبادئ الأساسية التي تمكن من تفعيل القواعد التعبيرية للقناع، إحياء شخصيات الكوميديا.

وبالمناسبة، تم التأكيد عبر مداخلات للمنظمين على أهمية هذا العرس الفني والثقافي الذي يعكس بحق أن المغرب فضاء حقيقي لتلاقي الثقافات على المستوى العالمي، مسجلين أن الدورة شهدت نجاحا مبهرا على مختلف المستويات. وتميزت هذه الدورة التي انطلقت فعاليتها في 24 يوليوز الجاري تحت شعار “المسرح والعوالم الافتراضية” بمشاركة دولية متميزة، شملت على الخصوص، المملكة العربية السعودية وإيطاليا وألمانيا وبنغلاديش إلى جانب المغرب البلد المضيف.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة