في تفاعل مع خطاب العرش.. مركز مغاربي للدراسات يدعو إلى التوجه نحو المستقبل في العلاقات المغربية الجزائرية

دعا المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال إلى التوجه نحو المستقبل في العلاقات المعربية الجزائرية، كما دعا وسائل الإعلام بالبلدين إلى “المساهمة في التقريب بين وجهات النظر المختلفة، عوض أن تظل أداة لإثارة الصراعات وتشجيع النزاعات”.

وسجل المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، وهي هيئة مستقلة، وهو يتابع باهتمام مضامين خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء السبت 29 يوليوز الجاري، بمناسبة عيد العرش، (سجل) بـ”إيجابية عالية ما تطرق اليه بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية، التي أكد فيه مجددا مطالبته التوجه نحو المستقبل بفتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين، وذلك من خلال (سياسة اليد الممدودة) تجاه جارته الشرقية، التي ما فتئ يدعوا اليها في العديد من المناسبات”.

وعبر المركز، في ببلاغ توصل “إحاطة.ما” بنسخة منه، عن تنويهه، بما ورد في الخطاب الملكي، حينما شدد الملك محمد السادس، على حرصه على “إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار”، لا فتا الانتباه إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر “مستقرة”، لكن في ذات الوقت “نتطلع لأن تكون أفضل”. وفي هذا الصدد، قال (الملك): “نؤكد مرة أخرى، “لإخواننا الجزائريين، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”.

وأشار البلاغ إلى أن “المركز المغاربي المنشغل بقضايا الدراسات والبحث في الاعلام والاتصال، وانطلاقا من أهدافه المنتصرة لفكرة البناء المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا تقاسمته، ولازالت (تتقاسمه) شعوب المنطقة، يثمن النظرة الاستشرافية لمستقبل العلاقات المغربية الجزائرية، التي ما فتئ يدعو اليها العاهل المغربي”، وناشد المركز المغاربي للدراسات، في الآن نفسه، مجددا، الفاعلين من مختلف المواقع “استحضار هذه التوجهات التي تضمنها الخطاب الملكي”.

ودعا المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، حسب البلاغ ذاته، وسائل الإعلام بالبلدين الى “المساهمة في التقريب بين وجهات النظر المختلفة، عوض أن تظل أداة لإثارة الصراعات وتشجيع النزاعات، وتوظيفها من لدن خصوم الديمقراطية، لتعميق المزيد من الخلافات، وبث التفرقة والنيل من وحدة الدول المغاربية، عوض الانكباب على فتح المجال لمعالجة القضايا الحقيقية، التي تعاني منها المنطقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”.

وتابع “فعوض أن تساهم وسائل الاعلام بالانشغال بالارتقاء بمستوى العمل الصحفي، كأداة مساهمة في التقريب بين شعوب المنطقة والبحث عن الحقيقة، وتمارس دورها كما هو معروف كونيا، سلطة رقابة على كافة السلط، تحول عدد من المنابر الإعلامية الى مكبر صوت للسلطة، وصدى لإملاءاتها، لترديد مواقفها العدائية، وتشجيع استدامة التوتر عبر التراشق الإعلامي والتجييش، والتضليل والإساءة للثوابت المغاربية، وتجيش شريحة من المدونين و”المؤثرين” الذين يساهمون بالاستغلال السيئ للشبكة النعكبوتية، في تقويض المشترك بين البلدان المغاربية”. يضاف الي كل ذلك، يضيف المركز، “الكلفة الاقتصادية الباهظة الناجمة عن اللا مغرب في المرحلة الراهنة، التي يزيدها السباق نحو التسلح وإعطاء الأولوية لميزانيات الدفاع على حساب الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشعوب المنطقة”.

وفي هذا السياق جدد المركز نداءه الى وسائل الاعلام بالجزائر والمغرب، وخاصة منها العمومية، بـ”وقف كل الحملات الصحفية والاعلامية، التي لن تساعد بأي حال من الأحوال في بناء فضاء مغاربي مشترك، راهنت على قيامه الأجيال المتعاقبة بالبلدان المغاربية الخمس”.

ودعا المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، أيضا، إلى “المساهمة في إبداع كل المبادرات الرامية الى الارتقاء بمستوى الأداء المهني الإعلامي المستقل، واثارة انتباه كل الفاعلين بالأهمية الخاصة، التي تضطلع بها وسائل الاعلام المغاربية في عملية بناء الصرح المغاربي، كخيار استراتيجي، يمكن، إن تظافرت جهود بلدانه، في أن يتصدى بطريقة مشتركة للمعضلات التي تعاني منها شعوب المنطقة المرتبط بمصير مشترك”.

وسجل المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، “على الرغم من التحديات التي تواجه العمل المغاربي المشترك، إيجابية مبادرات شخصيات وهيئات وفعاليات مدنية، من سياسيين ومفكرين ومثقفين من البلدان المغاربية، من أجل المساهمة في توطيد دعائم التعاون المشترك ووضع تصور موحد لحل المشاكل العالقة، عبر الحوار الصريح، بما يمكن الشعوب المغاربية من تحقيق طموحاتهما في العيش الكريم وتطلعاتها إلى تحقيق الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية وسيادة دولة الحق”.

وخلص المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، الذي يرأسه الصحافي والباحث في الإعلام، جمال المحافظ، إلى أن المركز “في ظل الثورة الرقمية، يؤمن بأن وسائل الإعلام، يمكن أن تضطلع بدور إيجابي في هذا المنحى، إذا ما هي التزمت بقواعد ومبادئ أخلاقيات المهنة، في مقدمتها الاستقلالية والموضوعية وعدم الترويج لخطابات الكراهية والعنصرية وتعميم الأخبار الزائفة والتعتيم والإثارة والحط من الكرامة الإنسانية”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة