ورطة فرنسية في صناعة التجسس

كشف تحقيق استقصائي بمشاركة منظمات حقوقية، النقاب عن فضيحة تجسس فرنسي تورط شركة من محيط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طورت وصدرت أنظمة اختراق للهواتف الشخصية استعملت ضد معارضين وخصوم داخل فرنسا وخارجها.

وأوضح التحقيق المذكور، حسب ما نقلته يومية “الصباح” في عددها الصادر الثلاثاء، أن الأمر يتعلق بنظام “بريداتور” الذي يعمل بصورة مشابهة للخاصيات المثارة في ملف “بيغاسوس”، الذي يبدو أنه استعمل للتستر على نظام تجسس فرنسي يستغل الثغرات الأمنية والأخطاء المرتكبة في صناعة أقنان حواسيب وأنظمة تشغيل هواتف “إيبل” و”أندرويد”، مؤكدا أن شركة “نيكسا” الفرنسية، التي تربطها صلة بالرئيس ماكرون، باعت أجهزة تنصت متطورة لعدة دول، بتواطؤ أجهزة رسمية في خرق القوانين ومعايير التصدير الأوربية، وأن وزارات وإدارات رسمية فرنسية عرقلت توسع تحقيق بخصوص الشركة التي اتُّهم أحد مديريها في 2021 بـ”التواطؤ على التعذيب” بسبب دعاوى رفعتها منظمات فرنسية حقوقية على خلفية عقد بيع أجهزة تنصت لدول إفريقية بين 2007 و 2014، وألا صوت يعلو في محيط الإيليزي على صوت المال والتجسس والاستخبارات، حتى وإن تطلب ذلك تقويض الديمقراطية وارتكاب جرائم بحق المطالبين بها.

ووفق المصدر، تفجرت فضيحة التجسس عقب الإعلان عن مضامين تحقيق تحت عنوان “ملفات بريداتور”، بشأن مئات الوثائق السرية التي حصل عليها “موقع ميديا بارت” الفرنسي وصحيفة “دير شبيغل” الألمانية، بمشاركة عشرات الصحافيين في تحليلها على مدى قرابة السنة بالتعاون مع منظمة الصحافيين الاستقصائيين بأوربا وشركاء آخرين بمساعدة تقنية من مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية.

ومكنت الوثائق المذكورة من كشف أساليب ملتوية لجأت إليها شركات أوربية لتجاوز معايير التصدير الأوربية والعقوبات المفروضة على الدول المستوردة، بهدف إبرام عقود مربحة حتى بعد التأكد من الانتهاكات التي كانت تحصل على مستوى حقوق الإنسان، والتي وصلت في بعض الحالات إلى القتل، إضافة إلى العلاقات المشبوهة بين شركة “نيكسا” الفرنسية وشركات أخرى وفروع سرية في دول مثل مقدونيا.

ويمكن للنظام الفرنسي، الذي ذاع صيته إثر فضيحة “بريداتور غايت بعد استخدامه للتجسس على 75 شخصا من بينهم معارضون وصحافيون باليونان، (يمكنه) الوصول إلى أي معلومات موجودة على هواتف ذكية عبر تحويل المايكروفون والكاميرا إلى أجهزة تنصت من دون إعطاء أي إنذار.

وتلقى الصحافي الاستقصائي اليوناني، ثاناسيس كوكاكيس، المتخصص في قضايا الفساد التي تمس الطبقة السياسية في اليونان خلال 2021، رسالة تشبه تلك التي تصله عادةً من مصدر صحافي يريد إعطاءه معلومات جيدة، وكان نص الرسالة: “ثاناسيس، هل سمعت عن هذه المشكلة؟”.

وما إن نقر الصحافي المذكور على الرابط، حتى أصيب هاتفه ببرمجية تجسس وظل لعشرة أسابيع تحت مراقبة وتتبع وكالة المخابرات اليونانية تترصد كتاباته والأماكن التي زارها واتصالاته ومحتوى مكالماته الهاتفية ورسائله.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة