إسرائيل تواصل قصفها الكثيف لجنوب قطاع غزة والأمم المتحدة تصفها بـ”الجحيم على الأرض”

أ.ف.ب

يواصل الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.

والثلاثاء، اعلنت وزارة الصحة اقتحام قوات إسرائيلية لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.

وقال المتحدث أشرف القدرة في بيان “قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه لعدة أيام”.

وأضاف القدرة “قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم في هذه الأثناء بتجميع الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى” موضحا “نخشى على اعتقالهم واعتقال الطواقم الطبية أو تصفيتهم”.

وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.

كما زار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الثلاثاء، قطاع غزة، موضحا أن السكان يعيشون في “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.

وقال لازاريني عبر منصة “إكس” “الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يطالبون بالسلامة وإنهاء هذا الجحيم على الأرض”.

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.

وأسفر الهجوم عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختُطف حوالى 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين. وبدأت اسرائيل عملية برية في القطاع في 27 أكتوبر.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نونبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.

ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.

“كانت ميتة”

وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا.

وأكدت وزارة الصحة أن “24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات” في رفح.

وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها.

ويقول والدها هاني إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا “أشعلت موقد النار (..)وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها واخذناها إلى المستشفى” مضيفا “كانت ميتة”.

وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1,9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من السكان القطاع.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من دجنبر “يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.

وأضاف “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وتسببت إحدى الغارات بحفرة عميقة وقامت بتدمير المباني المحيطة. وقام فتية بمحاولة إنقاذ ممتلكات من تحت الأنقاض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية مشيرا أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.

على شفير “التفكك”

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء الاثنين، في كلمة بثها التلفزيون “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.

وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، من خان يونس “استسلام أشخاص (…) يسرع في نجاحنا وهذا ما نريده: التقدم بسرعة” موضحا أن الجيش “يكثف” عملياته في جنوب القطاع مع تعزيز وجوده في الشمال.

ناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الإشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

وأعلنت إسرائيل، ليل الاثنين، أنه سيتم فحص مساعدات إنسانية موجهة لقطاع غزة في معبر إضافي بدء من الثلاثاء، قبل نقلها لتدخل القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وأكدت إسرائيل أنه لن يتم فتح أي معابر مباشرة جديدة، ولكن سيتم استخدام معبر كرم أبو سالم أيضا لإجراء فحوصات أمنية قبل إرسالها عبر رفح.

ويتم إجراء فحوصات مماثلة عند معبر نيتسانا بالفعل.

وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع خاص، الثلاثاء، للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي، الجمعة، على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.

وقد تصوت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” و”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كل الرهائن.

هجوم في البحر الأحمر

وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.

أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، الثلاثاء، أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت مسيّرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النروج هاجمها المتمردون الحوثيون في اليمن.

وأضافت الوزارة في بيان أن الفرقاطة “لانغدوك” متعدّدة المهام “اعترضت ودمرت مسيّرة كانت تهدد بشكل مباشر ستريندا” ثم “تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة”.

ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمرّدون اليمنيون، السبت، بمنع مرور السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة