الاسترزاق وغياب الاستحقاق.. جمعيات الصحافة الرياضية واعتمادات البطولات

لم يعد من الهين على الصحافيين المهنيين الحصول على اعتماد يخول لهم تغطية الأحداث الرياضية، وأصبح الأمر، في المغرب، يستدعي وساطة جمعيات يجب الانخراط فيها، لكي تنال حقك المشروع، وبالتالي يغيب الاستحقاق عن عملية انتقاء الصحافيين.

تلقى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم رقما قياسيا من طلبات اعتماد وسائل الإعلام لتغطية كأس أمم إفريقيا “كوت ديفوار 2023″، حيث بلغ العدد 5000 طلب اعتماد، أي بنسبة زيادة فاقت 90% مقارنة بنسخة الكان السابقة في الكاميرون.

لجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للـ”كوطا” لحل مشكلة الاعتمادات هذه، بتخصيص حصة لكل بلد ضمانا للتمثيل العادل، غير أن الصحافيين المهنيين في المملكة ينتابهم الشك حيال قدرتهم على الاستفادة من هذه الحصة بناء على تجارب سابقة، خاصة أمام “جمعيات الصحافة الرياضية” التي سبق أن ضلعت في مشاكل إدراج أسماء بعيدة كل البعد عن الميدان الإعلامي في لوائح المستفيدين.

على سبيل المثال لا الحصر، مؤثر مغربي ينشط على منصات التواصل الاجتماعية، يشتهر بحمله لدمية قرد، ساعدته إحدى الجمعيات على الحصول على اعتماد وتأشيرة فيزا لحضور مونديال السيدات بأستراليا ونيوزيلندا، إلا أن المؤثر تحول من “صحافي معتمد” إلى مقيم غير شرعي بأستراليا.

وتمادى المؤثر المذكور عبر نشر مقطع فيديو يشرح من خلاله لمتابعية كيفية استغلال هذا النوع من الجمعيات وانتحال صفة صحافي للوصول إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.

وفي ظل كل ما سبق من المعطيات، أصبح تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجلس الوطني للصحافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية ضروريا لاتخاذ الإجراءات اللازمة وسن ضوابط تقطع الطريق على كل من سولت له نفسه الارتزاق باسم الجمعيات.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة