كلينتون وترامب.. استعدادات محمومة لمعركة البيت الأبيض

بعد أن أصبح دونالد ترامب وهيلاري كلينتون الأوفر حظا للفوز بترشيحي حزبيهما لخوض السباق الرئاسي، بات التنافس على البيت الأبيض بين مرشحة المؤسسات القائمة وبين من يستغل سأم الأمريكيين من الإدارة الحالية رغم إثارته للجدل.
تشير التوقعات إلى أن تسمية دونالد ترامب مرشحاً على الأرجح للحزب الجمهوري هذا الصيف ستقدم الرئاسة على طبق من فضة للديمقراطية هيلاري كلينتون لكن الأمر قد لا يكون بهذه السهولة نظراً لأدائه الذي فاق التوقعات في كل مرحلة.

واقر محللون وخبراء تحدثوا لوكالة فرانس برس بأن أداء ترامب القوي في “الثلاثاء الكبير”، حيث صوت ملايين الديمقراطيين والجمهوريين في 12 ولاية لاختيار مرشحهم، يضعه على طريق نيل ترشيح الحزب الجمهوري خلال مؤتمره في يوليو.

وحينئذ ستكون المعركة ثنائية ضد المرشح الديمقراطي وفي هذه الحالة يرجح أن تكون كلينتون التي فازت على منافسها بيرني ساندرز في سبع ولايات من أصل 11 صوتت من الجانب الديمقراطي الثلاثاء.

وللوهلة الأولى قد تبدو حنكة وزيرة الخارجية السابقة والسناتور والسيدة الأولى سابقاً كافية لتحملها إلى التقدم على منافسها الذي يفتقر للخبرة السياسية والمثير للجدل والذي لا يزال يتعين عليه رسم الكثير من سياساته.

في هذا السياق يقول نورمان اورنشتاين من معهد “أمريكان انتربرايز” عن احتمال تسمية ترامب مرشحاً للحزب الجمهوري: “سيكون بالتأكيد أمراً جيداً للديمقراطيين”. واظهر استطلاع لشبكة “سي أن أن” أُجري مؤخراً أن كلينتون ستهزم ترامب بنسبة 52 بالمئة مقابل 44 بالمئة في حال جرت المنافسة بينهما. وأظهرت استطلاعات أخرى نتائج مماثلة على مدى أشهر.

لاهانات التي وجهها ترامب والمبالغات في مواقفه قد تؤثر عليه سلباً في انتخابات نوفمبر المقبل. لكن قطب العقارات البالغ من العمر 69 عاماً يبدو أنه ينشط في واقع بديل ولا تثنيه القواعد السياسية التقليدية.
مواقف عدائية لها عواقبها

لكن اورنشتاين حذر في الوقت ذاته من أن فوز كلينتون في نوفمبر المقبل “ليس أمراً محسوماً بعد”. وأوضح الخبير الأمريكي بالقول:”تصب الانقسامات العميقة في صفوف الحزب الجمهوري في مصلحة الديمقراطيين لكن هذا لا يعني أنه إذا كان دونالد ترامب مرشح الحزب فبالتأكيد سيخسر”.

وحشد ترامب مؤيدين عبر خطابه الخارج عن أصول السياسة حول المهاجرين والتجارة. لكنه أحدث أيضاً انقساماً في صفوف الحزب بسبب مواقفه العدائية. فقد نعت بعض المكسيكيين بأنهم “مغتصبون” ودعا إلى حظر دخول المسلمين مؤقتاً إلى الولايات المتحدة وسخر من النساء والمعاقين ما أثار تنديداً واسعاً في صفوف قاعدة الحزب.

واعتبر الكثير من الخبراء أن الاهانات التي وجهها ترامب والمبالغات في مواقفه قد تؤثر عليه سلباً في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. لكن قطب العقارات البالغ من العمر 69 عاماً يبدو أنه ينشط في واقع بديل ولا تثنيه القواعد السياسية التقليدية.

وهذه الانتخابات هيمن عليها الغضب الشديد من سياسة مسؤولي واشنطن. وهذا الأمر ناسب كثيراً هذا الدخيل على السياسة الذي أمضى أشهراً في انتقاد سياسات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وفي هذا الإطار يقول الخبير الاستراتيجي لدى الجمهوريين براد مارستون من ولاية ماساتشوستس: “ترامب لديه قدرة جذب واسعة”، وأضاف بالقول: “رغم أن لديه سلبيات كثيرة، لكن المواطنين من اليمين أو اليسار على حد سواء سئموا من كذب قادتهم”.

زخم قوى

في المقابل تعتبر كلينتون مرشحة المؤسسات القائمة في واشنطن، لكن خطابها غير مقنع لدى الناخبين حول النزاهة والثقة، كما يرى مارستون، مشيراً إلى أرقام قياسية سجلت في نسبة المشاركة في أول أربع عمليات انتخابات تمهيدية التي بدأت في ولايتي ايوا ونيوهامشير. وأضاف الخبير الأمريكي بالقول: “الناس يظهرون بشكل مفاجئ للتصويت لصالح ترامب”.

من جانبه قال بكاري سيليرز النائب الديمقراطي السابق المحلي في ولاية كارولاينا الجنوبية إن تخبط الجمهوريين يمكن أن يعطي زخماً للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية. وقال لشبكة “سي أن أن” إن “أكبر دافع للناخبين من القاعدة الديمقراطية لكي يخرجوا ويصوتوا يتمثل بدونالد ترامب”. وأضاف: “لم يكن لدينا أبداً مثل هذا الدافع القوي لدى الأمريكيين من أصول افريقية أو لاتينية للتصويت للديمقراطيين، منذ فترة طويلة”.

وبدأت هيلاري كلينتون (68 عاماً) تركيز خطابها من الآن على الانتخابات العامة، وانتقدت بشدة الجمهوريين الثلاثاء في مينيسوتا لأنهم “خاضوا حملاتهم على أساس الاهانات”. وقالت “لا اعتقد أن هذه أمور مناسبة في حملة انتخابات رئاسية”.

لهجة جديدة

وأبدى ترامب الثلاثاء استعداده للمعركة ضد كلينتون مقراً بأن المنافسة بينهما ستكون “قاسية جداً”. وبعد الانتصارات التي حققها الثلاثاء أشار إلى أنه قد يخفف من حدة لهجته مع انتقاله لتركيز الحملة على الانتخابات العامة وصولاً إلى حد الإشادة بعمل جمعية تعنى بصحة النساء وينتقدها المحافظون بشدة بسبب ممارسات الإجهاض التي تقوم بها.

وقال ترامب عن جمعية “بلاند بيرنتهود” إنها “قامت بعمل جيد جداً للبعض، لملايين النساء”. وأضاف بالقول: “سأتابع قضايا صحة النساء، إنه أمر مهم جداً بالنسبة لي. قد لا يتطابق هذا الأمر مع وجهة نظر المحافظين”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة