الملتقى الدولي للفلاحة يتيح فرصا تجارية حقيقية يتجاوز صداها الحدود الإفريقية

لم تقتصر التزامات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنظم من 26 أبريل الى فاتح ماي المقبل، على الارتقاء بتنافسية الفلاحة المغربية ورفع العديد من الرهانات الوطنية والدولية بل اتسع نطاقها لتتيح فرصا تجارية حقيقية يتجاوز صداها الحدود الإفريقية.
وبالفعل، فإن العديد من الشركاء والعارضين والمهنيين سواء مغاربة أو أجانب يستفيدون من هذه التظاهرة الفلاحية التي توفر فرصا استثمارية هائلة، وتخول عقد شراكات جديدة واستثنائية تتلاءم مع استراتيجياتهم الاقتصادية وتنمي أرباحهم المالية في القطاع الفلاحي الذي يشكل قطب رحى العديد من الاقتصاديات الدولية ويتضح هذا الربح التجاري بجلاء لدى التعاونيات التي تحقق أكثر من 65 في المائة من رقم أعمالها السنوي خلال المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، معتمدة في ذلك على الخبرات التي تراكمها والصفقات التي تبرمها عبر مشاركتها المتتالية في هذه التظاهرة التي تسهم في الترويج لمنتجاتها عالميا.
ولكونه موعدا فلاحيا لا محيد عنه، يرتقب أن يستقطب المعرض في نسخته الحادية عشرة، التي انطلقت فعالياتها أمس الثلاثاء بمكناس، حول موضوع ” فلاحة مستدامة ومقاومة للتغيرات المناخية”، حوالي 850 ألف زائرا و 1200 عارضا يمثلون 60 دولة، مما أهله ليصبح أرضية قوية تتيح للعارضين والمهنيين إمكانية تبادل المعلومات والاستفادة من الخبرات لأهداف تجارية واستثمارية محضة.
ولعل ما يعكس هذا التوجه هو البرنامج الحافل للدورة الحادية عشرة لهذا المعرض التي تتمحور بالخصوص حول تقاسم نتائج الأبحاث والتجارب من خلال عروض ومداخلات يقدمها ثلة من الخبراء خلال الندوات والمؤتمرات الى جانب توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بمشاركة الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين.
كما سطرت هذه التظاهرة كهدف رئيسي لها تسهيل تبادل الخبرات والتجارب وربط علاقات التعاون بين الفاعلين الفلاحيين والمهنيين مع الاطلاع على آخر المستجدات في الميدان خاصة ما يتعلق بالتكنولوجيات المرتبطة بالفلاحة، وعلى مر السنوات استطاعت هذه التظاهرة الفلاحية أن تفرض نفسها على كبار أصحاب القرار الوطنيين والدوليين، باعتبارها الأول من نوعها على صعيد القارة الإفريقية.
وكان ولي العهد الأمير مولاي الحسن قد ترأس، أمس بصهريج السواني بمدينة مكناس، افتتاح الدورة الحادية عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتنظم هذه الدورة حول موضوع ” فلاحة مستدامة ومقاومة للتغيرات المناخية” وهو الاختيار الذي يعكس انشغالات القطاع الفلاحي الذي أصبح أكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية، وستتم مناقشة الجهود المبذولة لتطوير الأنظمة الفلاحية المستدامة الكفيلة بالاستجابة لمتطلبات الأمن الغذائي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة