استكشاف رمزية الماء طيلة أيام مهرجان الموسيقى العالمية العريقة دعوة للتصالح مع البيئة

اعتبر عبد الرفيع زويتن رئيس (مؤسسة روح فاس) أن استكشاف رمزية الماء طيلة أيام النسخة ال23 من مهرجان الموسيقى العالمية العريقة يمثل دعوة صريحة للتصالح مع البيئة ومناسبة للتعبؤ من أجل مستقبل الأجيال اللاحقة.

وأبرز زويتن رئيس المهرجان ، يوم السبت بفاس ، في مداخلة خلال اليوم الأول من منتدى هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول شعار “الماء والمقدس”، أهمية الماء الذي يمثل مصدرا للحياة ورمزا للصفاء في المقدس الكوني وفي الشعر الصوفي، وكذا دعوة لاحترام “أمنا الأرض”.

وسجل أن شعار الدورة ال23 من المهرجان (12-20 ماي) يستجيب لضرورة تحسيس أكبر قدر من العموم للإشكالية الإيكولوجية التي يعرفها الكوكب الأرضي والتي ترهن مستقبل البشرية جمعاء، مذكرا بأنه خلال مؤتمر قمة المناخ (كوب 22) بمراكش، حذر باحثون من أن النظم البيئية مهددة بالانهيار الكلي في أفق 2100.

وذكر رئيس المهرجان ، من جهة أخرى ، بالنظام المائي للمدينة العتيقة لفاس، مشيرا إلى أن الحاضرة العلمية موطن رائع لخبرة وبراعة لا تخطئهما عين المقيم كما الزائر في سياق معماري وفني ذي قيمة عالية.

وقال إن المدينة العتيقة تعج بآلاف السقايات المزركشة بالزليج في إحالة على طابع روحي صرف وتراث ثقافي متنوع.

وفي مداخلته، تطرق عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر للماء كما ورد في توصيات (كوب 22)، مفيدا بأن مؤتمر الأطراف حول المناخ بمراكش من 7 إلى 18 نونبر 2016 جعل من الماء محور نقاشاته، حيث خصص له يوم كامل من التداول.

وأوضح الحافي في هذا الصدد أن الماء فرض نفسه كعنصر مهيكل في مجمل البرامج القطاعية المطروحة في المؤتمر سواء تعلق الأمر بالغابات أو الفلاحة أو الطاقة أو السياحة، بل وفي كل قضايا التنمية.

وحسب المتحدث، فإن (كوب 22) طرحت فيه أن إشكالية المناطق القاحلة وشبه القاحلة التي تمثل 30 في المائة من مساحة الأرض والتي لا تستقبل سوى 5، 2 في المائة من المياه القارية، وأن هذه القضية كانت في قلب التساؤلات، لاسيما في مجال التكيف مع التغيرات المناخية التي خلقت اختلالات بنيوية على مستويات عدة منها النمو الديمغرافي الذي عرف سرعة بمرتين خلال القرن ال20 في المناطق التي تعرف نذرة في المياه، وذلك مقارنة مع المناطق الرطبة.

واعتبر أن مؤتمر (كوب 22) أوفى بوعده في إعادة موضوع الماء إلى طاولة النقاش في أبعاده الثلاثة وهي المقاربة الموضوعاتية والقطاعية والمجالية، مبرزا أن قرارات اتفاق باريس حول المناخ المصادق عليها في دجنبر 2015 وأهداف التنمية المستدامة كاستراتيجية وضعتها الأمم المتحدة في أفق 2030 والتي تم تبنيها في شتنبر 2015، تعطي وجها جديدا للنقاش الدولي الذي أبرز تحدياته التدبير الشمولي في إطار نظرة مندمجة متوازنة ومنصفة.

وذهب إدريس خروز مدير المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى أن التحديات الكبرى التي يواجهها العالم حالا ومستقبلا تتمثل في الاحتباس الحراري وتأثيراته الثقيلة على حياة البشر والحيوان والغطاء النباتي.

وسجل خروز أن كافة القضايا المرتبطة بالماء لها صلة بالمناخ وتقلباته سواء كانت أمطارا أو سحبا أو ثلوجا أو أنهارا ومحيطات أو فيضانات أو فرشات مائية أو ماء شروبا، مضيفا أنه بخطورة التفاوتات الاجتماعية بين الأمم أو داخل البلد الواحد، تكون الرهانات المناخية عناصر محددة في التوازنات الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية للأرض.

وفي ظل هذه المعادلة الشاملة ، يرى خروز ، قد يكون تدبير الماء الرافعة الأكثر قوة والأكثر حساسية وأكثر هشاشة أيضا لفهم والتحرك من أجل الحياة وديمومتها ومن أجل ضمان شروطها المادية والروحية والاقتصادية والاجتماعية، خالصا إلى أن من دون ماء يستحيل وجود أي شكل للحياة فوق الأرض.

ولاحظت باقي المداخلات أن الماء عند نذرته، تظهر نزاعات ونعرات ومواجهات، معتبرين أن الماء إذا كان جوهريا ومهما في الحياة اليومية، فإن تدبيره يتطلب حكامة لضمان مستقبل آمن للأجيال اللاحقة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة