“محكيات نظارات الخائن” إصدار جديد للصحفي محمد مسعاد

صدر حديثا للصحافي المغربي المقيم في ألمانيا، محمد مسعاد، كتاب تحت عنوان “محكيات نظارات الخائن”.

ويكشف محمد مسعاد في عمله الصادر عن دار الدراويش للنشر والترجمة، عن عشقه الأبدي لأزمنة وأمكنة سكنها مقيما وسكنته في رحلة هجرة عشرين سنة من التقلب بين الكائن والمنتظر، من خلال شخوص تشكل مرآة يرى فيها القارئ صورة مغرب بعيون مغربية مهاجرة.

ويلامس الكاتب في بوح حكائي، ذاتا أثخنتها جراح البحث عن الهوية المصلوبة بين الدار البيضاء وألمانيا والحنين المؤجل المؤرق، قائلا على لسان العربي، أحد شخوص محكياته “هجرة تسربت الى الداخل كجذر ينبت في صمت، يدخل في عناق مع لغاتي المتعددة التي غرفت منها في المغرب. ألسنة متعددة ومختلفة، تتشكل افقا عميقا في الذات، العربي منها والامازيغي، المسلم واليهودي، الاندلسي وذلك الاتي من افريقيا، مرة يأتي مسترسلا مكتوبا ومرة أخرى تتناقله المحكيات”.

وهكذا عمل محمد مسعاد في إصداره على توزيع السرد بين مقامين كلاهما يرزح تحت ثقل هم الحاضر والغائب الغائر في غياهب بحر لجي من ذكريات فضاءات المدن الألمانية ومساحات الدار البيضاء، بأحيائها الهامشية الحاضرة بقوة طاقة الترقب والانتظار.

إن إقامة الكاتب في ألمانيا لمدة ليست بالقصيرة قد “أوقدت في أحاسيسه الذاتية لوعة وهج المقارنات والمقابلات بين عالم موطن ولادته الجنوبي الثابت، الذي يحمله معه كقدره المخبول أينما حل وارتحل، وعالم بلد إقامته الشمالي المتحول مثل مدارات الرياح. فالوطن في رأيه ليس مكانا بالضرورة بل هو شعور بالأساس”، كما يقول في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء.

وأردف قائلا إن محكياته “سفر بين الهنا وهنالك، بين بلد الأصل وبلد الاستقبال، إنها تنسج مقابلات بين المعاش المستحضر البيضاوي، والحاضر الحي الألماني لكنها تنسكب في مجرى يعانق فيه بعضها البعض لتلملم أشلاءها المتناثرة”.

قد تبدو محكيات محمد مسعاد متفرقة لا رابط بينها كما توحي بذلك تعرجات دروبها ومتاهاتها، غير أن من التوابل الحكائية والشخوصية والأحداث والفضاءات ما يجعلها قنطرة عبور بين العوالم والأجناس الأدبية.

وتشكل هذه المحكيات بالنسبة للكاتب “دعوة للتفكير في أدب الهجرة والتنقل السلسل بين المكان والزمان. إنها بوح عن الأسرار وإفشاء عن تلك الروح التجانسية السردية، التي تقدم الوقائع من زوايا مختلفة في علاقتها المتماثلة بتجربة كل المهاجرين الواعين بالترحال مثل العربي الذي أرهقه البحث عن العشق والتموقع كهمزة تكد لتجد لها موقعا بين سيل العبارات الناسجة لأنشودة المستقبل”.

ولمحمد مسعاد الذي يجمع بين العمل الصحافي في قناة (دويتشه فيله) الألمانية والابداع الأدبي، ديوان شعري بعنوان “زغب المياه الراكدة” أصدره سنة 2009 ، إلى جانب إنجازه لمجموعة من الترجمات منها الترجمة المشتركة لكتاب “ظلم الأقوى” للكاتب العالمي غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل.

وكشف محمد مسعاد أنه يعمل حاليا على كتابة رواية جديدة تهتم بفضاء نسائي مغربي في دفع للقارئ صوب محاولة فهم لعلاقة المرأة بالمجتمع والمؤسسات، وفيها يتناول الصحافي المغربي إشكالات وجودية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة