مديونة.. تدشين مركز نموذجي لإدماج الشباب اجتماعيا ومهنيا

أعلنت مؤسسة “سهام” إلى جانب شركائها في القطاعين العام والخاص، يومه الثلاثاء 10 نونبر، عن افتتاح أول مركز نموذجي يحمل اسم “مساري – مدرسة الفرصة الثانية” لإعادة إدماج الشباب اجتماعيا ومهنيا في منطقة مديونة ضواحي مدينة الدار البيضاء، وذلك بحضور عامل إقليم مديونة.

ويعتبر هذا المركز ثمرة شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، وعمالة مديونة، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، إضافة إلى عدد من الفاعلين الاقتصاديين.

وحسب نفس المصادر، يُعد المركز النموذجي “مساري”، نموذجا اجتماعيا مبتكرا يعزز مكانة التعاون الوطيد بين الشركاء في مجال التشغيل داخل القطاع الخاص، الحاملين على عاتقهم، إلى جانب المؤسسة، مسؤولية توظيف الشباب الذين تم تكوينهم داخل المركز.

وفي هذا الاتجاه، تضافر مؤسسة “سهام” جهودها مع شركائها لتمكين الشباب من الاستفادة من التكوين الملائم مع احتياجات سوق الشغل، وتحقيق تطلعاتها بخلق أفضل نموذج لفهم سوق الشغل بشكل أحسن.

وعلى هذا النحو، تتلخص المهام الرئيسية للمركز النموذجي “مساري” التابع لمؤسسة “سهام” الأول من نوعه في المغرب، والذي يقدم خدماته بالمجان في:

– الرفع من قابلية توظيف الشباب المنقطعين عن الدراسة، العاطلين عن العمل وغير حاصلين على تكوين المعروف اختيارا بـ”NEET” -(Not in Employment, Education or Training)، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 سنة، والمنتمون إلى إقليم مديونة، من خلال إنشاء شراكات مع المؤسسات المشغلة الملتزمة بتوظيف هؤلاء الشباب.

– مساعدة الشباب في الالتحاق من جديد بالفصول الدراسية ومواصلة تعليمهم.

– إعطاء زخم جديد للحياة الاجتماعية والثقافية والمهنية لصالح هؤلاء الشباب.

– الإسهام في إعادة دمج هؤلاء الشباب في المجتمع المغربي.

وتجدر الإشارة إلى أن ثلث الشباب البالغة أعمارهم ما بين 15 و25 عامًا هم غير متمدرسين وعاطلين عن العمل، وبدون تكوين أيضا.

ويسعى مركز “مساري” إلى المشاركة في حل مشكلة إعادة الإدماج من خلال التركيز على الدعم والمرافقة النفسية، وتقديم عرض يمزج ما بين التكوين والأنشطة الرياضية والثقافية في الوقت ذاته.

وبناء على كُل ما سبق ذكره، فإن المركز يضم على وحدة الدعم النفسي، وفضاء للأنشطة الثقافية والرياضية، إضافة إلى دورات تكوينية من أجل إعداد الشباب لوظائفهم المستقبلية. كل هذه الامتيازات مقدمة بالمجان للشباب غير المتمدرسين والعاطلين عن العمل وغير الحاصلين على تكوين المنتمون لمركز “مساري”.

وتتمثل المهمة الرئيسية للمركز في مرافقة هؤلاء الشباب الذين كثيرا ما يكل عزمهم على المستوى النفسي، وتقديم التوجيه اللازم إليه بفضل عدد من الأخصائيين النفسيين المحترفين الذين تم تعيينهم من قبل “مساري”.

وأضافت المصادر، أن الشباب سيستفيدون كذلك داخل مركز “مساري” من جلسات للتدريب، وعلى سبيل المثال، تم خلال الشهر الأول من انطلاقة المركز مرافقة أزيد من 30 شابا بشكل فردي من قبل الأخصائيين النفسانيين، كما شارك ما يناهز 800 شابا في الندوات السمعية البصرية التي نظمها المركز عبر الانترنت.

وتكمن المهمة الرئيسية لمركز “مساري” في تحسين فرص توظيف الشباب وتقريب الرؤى بين المستفيد وسوق الشغل والمجتمع، كما يساهم الشركاء المتخصصون في العمل بشكل وطيد مع مؤسسة “سهام” في تكوين الشباب، وهم على اتصال دائم بهم انطلاقا من مرحلة التسجيل في المركز، كما أن بعض المسؤولين على عملية توظيف الشباب يشاركون شخصيا في الدورات التكوينية الخاصة باكتساب المهارات.

وإلى جانب الدورات التكوينية النظرية، يعمل مركز “مساري” الجديد على تعزيز تكوين الشباب بالمهارات الشخصية-اللينة التي تشمل العمل الجماعي والتفكير النقدي والمهارات الإبداعية، بالإضافة إلى تعلم اللغات الحية التي من شأنها أن تقف عائقا في وجههم خلال مرحلة الولوج إلى سوق العمل، وكلها عوامل تُعزز فرص إدماجهم بشكل سلس، كما تم أيضا إدماج الشباب غير المتمدرسين والعاطلين عن العمل غير الحاصلين على تكوين من خلال برنامج الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية المعترف بها عناصر الإدماج الاجتماعي للأفراد.

ويعتزم مركز “مساري” على مستوى التوظيف سنويا، إلى دعم 600 شابا منقطعا عن الدراسة وعاطلون عن العمل وغير حاصلين على تكوين، حيث تهدف الفصول التجريبية الأولى داخل المركز إلى توظيف الشباب من قبل المشغلين في قطاع ترحيل الخدمات والخدمات الشخصية، فيما سيتم تتبع التكوين عن بُعد عبر الإنترنت نظرا إلى الظروف المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد والتدابير المتخذة للحد من انتشاره، فيما سيتم بعد تدشين المركز الاعتماد على التكوين بشكل حضوري.

وسوف يحظى الشباب الذين تم إعدادهم لدخول سوق الشغل بدعم ومواكبة من لدن مؤسسات لها دراية وخبرة واسعة في المجال، على رأسها مؤسسة “سهام” وجميع شركائها مثل الجمعيات المحلية، وشبكة الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وغيرهم من الشركاء من وغيرها من الشركاء من القطاع الخاص.

ويُعد مشروع “مساري” الذي تقوده مؤسسة “سهام” الفاعل الملتزم في مجال الإدماج الاجتماعي للشباب غير المتمدرسين والعاطلين عن العمل وغير حاصلين على تكوين، برنامجا ذو تأثير اجتماعي قوي، ويمثل دليلا جيدا على التعاون وتضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص. وتم إنشاء المركز بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعمالة مديونة، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والمشغلين الاقتصاديين، والمجتمع المدني المحلي.

وخلص البلاغ، الى أن هدف الفاعلين، يتمثل على المدى البعيد في توسيع هذا النموذج على نطاق أوسع في المملكة، من خلال إقامة شراكات قوية مع المؤسسات الخاصة والعامة الملتزمة بإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للشباب المغاربة الذين يجدون صعوبات مختلفة في الولوج إلى الحياة النشطة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة