البروفيسور ميلاز لـ”احاطة”: مجزرة سلا نتيجة حتمية لترسبات مجتمعية أنتجت شخصية “سيكوباتية”

أكد الدكتور ميلاز الفاطمي، البروفيسور واستشاري الطب النفسي، أن الجريمة، التي راح ضحيتها 6 أفراد من عائلة واحدة، بحي الرحمة بمدينة سلا، تبقى جريمة في حد ذاتها، سواء كان الجاني أحد أفراد العائلة، وسواء كان شخصا آخر، فالمجرم شخص لديه ميولات معادية للمجتمع بأسره، موضحا أن اقدام هذا الشخص على تصفية عائلته، ما هو الا نتيجة حتمية لترسبات مجتمعية أنتجت شخصية “سيكوباتية”.

وقال استشاري الطب النفسي في اتصال هاتفي مع موقع “احاطة.ما”: “هذه الميولات تعود إلى عوامل اجتماعية واقتصادية أو بيئية، وقد تكون الصفات الذهنية التي يتسم بها الشخص السيكوباتي فطرية أكثر من كونها مكتسبة، علاوة على تلاشي الأواصر الأسرية، وطغيان المادية على الأخلاق، بحيث تبرز عدد من الصفات السلوكية العاطفية الغير طبيعية، تفتقر لمشاعر التعاطف، والشعور بالذنب أو الندم، كما أنه يتحلى دوماً بالتلاعب والخداع، حيث غالباً ما يكون هذا الشخص غير مسؤول، ويتجاهل القوانين أو الاتفاقيات الاجتماعية”.

وأكد ميلاز الفاطمي على أنه يجب أن تكون هناك وقفة، لتأهيل المجتمع الأسري، ووضع استراتيجية تدعم العلاقات الأسرية، من خلال مبادرات متعددة من الجهات الرسمية، حيث باتت هذه الظاهرة تشهد استفحالا خطيرا، بالإضافة الى انخراط مؤسسات المجتمع المدني، حيث يجب أن نولي اهتماما أكبر لبناء الشخصيات الانسانية، عوض الاهتمام فقط بالتطاول في البنيان.

وأضاف البروفيسور النفسي: “المخدرات تبقى فقط طرفا في الحادثة، بل الجزء الأكبر يتحمله الأهل، وطريقة التربية، حيث تعتبر التربية علما منهجيا قائما بذاته، مشددا على ضرورة احداث خلية طبية، لمتابعة الحالة النفسية لهؤلاء الجناة، والدوافع التي دفعتهم للإقدام على تصفية عائلاتهم بشكل دقيق، وليس فقط رميهم في السجون.

ومن جانبها، صرحت الطبيبة النفسانية فاطمة الكتاني، لـ”احاطة.ما” بالقول: غالبا هذا شخص تعرض للعنف من قبل والديه عندما كان طفلا ومراهقا، ويعاني حاليا من اضطرابات نفسية حادة.

ويشار الى أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فتحت بتنسيق مع المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بسلا، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، السبت 6 فبراير الجاري، وذلك لتحديد ظروف وملابسات اكتشاف جثت ستة أشخاص من عائلة واحدة، من بينهم رضيع وقاصر، وهم يحملون آثار جروح وحروق من الدرجة الثالثة.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة كانوا قد انتقلوا لمنزل بحي الرحمة بمدينة سلا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل، قبل أن يتم اكتشاف جثت خمسة أشخاص من عائلة واحدة تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال، في حين تم نقل شخص سادس من نفس العائلة للمستشفى بعدما كان في حالة اختناق قبل أن توافيه المنية.

وأضاف البلاغ أن المعاينات الأولية تشير إلى انعدام أية علامات بارزة للكسر على أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي يتوفر على كلبين للحراسة في سطح المنزل، في حين لا زالت عمليات المسح التقني متواصلة بمسرح الجريمة من طرف تقنيي الشرطة العلمية والتقنية وضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بغرض تجميع كل العينات البيولوجية والأدلة المادية والإفادات الضرورية لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة