الأطباء يجددون دعوتهم للحكومة للتحلي بالحكمة والنضج والمسؤولية

جددت النقابات الممثلة للقطاع الطبي الخاص بالمغرب، الجمعة خلال ندوة صحافية، والمتمثلة في التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص، النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء بالمغرب، والفيدرالية الوطنية لأطباء وجراحي الأسنان، والنقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص، والجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، دعوتها للحكومة للتحلي بالحكمة والنضج والمسؤولية، مهيبة بها أن تعمل على تغليب المصلحة العامة والفضلى للوطن والمواطنين.

وأكدت النقابات المذكورة، في دعوتها للحكومة على ضرورة الجلوس مرة أخرى إلى طاولة الحوار لتدارس المطالب التي ترفعها، وألا تستمر في تجاهلها، وخاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الوصية على القطاع، موضحة أن بإمكاننا أن تجد معها أرضية متفق حولها بخصوص النقط التي تدخل في نطاق اختصاصها، والتي يمكن لها أن تبذل مجهودات بشأنها لتحقيقها، وبخصوص النقاط الأخرى التي هي من اختصاص قطاعات أخرى.

وأضاف بلاغ نقابات أطباء القطاع الخاص، توصل موقع “احاطة.ما” بنسخة منه: إننا اليوم، وبعد نجاح إضراب 20 يناير 2022، لا يسعنا إلا نحيي التفاعل الإيجابي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية التي عبّرت عن استعداها لعقد اجتماع مع ممثلي تنظيماتنا النقابية والمهنية في أقرب الآجال، لتدارس نقاط الملف المطلبي وبحث الحلول الممكنة بشأنها، وعليه فقد قررنا تشكيل لجنة لمتابعة خلاصات الجمع العام المنعقد في 12 يناير، يحرص أعضائها على تنظيم واتخاذ كل الخطوات التي من شأنها أن تساهم في تفعيل تلك القرارات حتى ترى مطالب أطباء القطاع الخاص النور، وأن تباشر كل أشكال التواصل الممكنة مع كافة المتدخلين لتحقيق هذه الغاية”.

وستتشكل هذه اللجنة حسب المصدر من ممثلين عن النقابات الصحية المهنية الممثلة للقطاع الخاص التي نظمت الجمع العام ودعت للإضراب، ويتعلق الأمر بالدكتور سعد أكومي، عن التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص، والدكتور أحمد بنبوجيدة، عن النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والدكتور عبد الرحيم الشاب، عن الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء بالمغرب، والدكتور كراد ابراهيم، عن الفيدرالية الوطنية لأطباء وجراحي الأسنان، والدكتورة مونية أمزيان، عن النقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص، والدكتور حسن أفيلال، عن الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، بالإضافة إلى الخبير في اقتصاد الصحة البروفيسور جعفر هيكل.

واضاف المصدر: “تعتبر محطة 20 يناير 2022 تجسيدا عمليا وفعليا لوحدة الجسم الطبي بالقطاع الخاص، ودعوة لمزيد من رصّ الصفوف، ليس من أجل خوض إضرابات فقط، لأن الإضراب هو شكل احتجاجي يؤكد على وجود عطب كبير في التواصل والإنصات وانعدام الحوار المسؤول والجاد والملتزم بين الشركاء ومختلف المتدخلين، وهو ليس غاية وإنما وسيلة، قد نجد أنفسنا مضطرين إلى اللجوء إليها، علما بأنه لا أحد منا كأطباء يرغب في إقفال عيادته أو مصحته وقطع الصلة بالمريض، لأن مهمتنا لا تقوم على تقديم خدمات مرفقية عابرة، وإنما هي رسالة إنسانية نبيلة، تساهم في إنقاذ الأرواح والحفاظ عليها، وتهدف إلى المساعدة لكي يرى مواليد جدد النور في هذه الحياة، فضلا عن التخفيف من آلام المرضى والحدّ من معاناتهم، وبالتالي فهذه الوحدة هي رسالة لمستقبل المهنة من أجل تجويدها، كما دعا لذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده مرارا وتكرارا، وعبّر عنه حفظه الله في ورش الحماية الاجتماعية، ومن أجل الارتقاء بها بما يخدم المصلحة العامة وينعكس إيجابا على كافة المغاربة على امتداد ربوع المملكة.

وتابع: “لقد عبّر أطباء القطاع الخاص، الخميس 20 يناير عن حسّ وطني عال، وتحلوا بروح المسؤولية، وكانوا في مستوى اللحظة وانتظاراتها، وأبانوا عن نضج كبير وهم ينفذون قرار الإضراب الذي تم اتخاذه بكيفية ديمقراطية وبمنتهى الشفافية أمام متابعة حوالي 6 آلاف طبيب وطبيبة لأشغال الجمع العام الذي انعقد يوم الأربعاء 12 يناير الفارط. مسؤولية تتجسد كذلك في استمرار التواصل مع المرضى من أجل توجيه الحالات المستعجلة صوب المصحات الخاصة، لأن الغاية ليست انقطاعا عن العمل، وإنما إيصال صوت الطبيب المغربي بالقطاع الحر، والحفاظ على سلامة المرضى من أية تبعات قد تعرضهم للخطر، وقد استطعنا جميعا بفضل الله وبفضل تلاحم المكونات النقابية والمهنية الصحية بالقطاع الخاص التي دعت للإضراب أن نزاوج بين الأمرين بكل مسؤولية ووطنية”.

وزاد ذات المصدر: “نجاح، يجعلنا كذلك نقف احتراما لكل الصحافيات والصحافيين بمختلف المنابر الوطنية وكل وسائل الإعلام، وان نوجه الشكر للجميع على المهنية العالية والمتابعة الموضوعية لأشغال الجمع العام الأخير وقراراته وكذا لمحطة الإضراب، وإيصال صوت الطبيب المغربي بالقطاع الخاص، الذي هو جزء لا يتجزأ من تربة هذا الوطن، يتنفس هوائه ويعشق ترابه، ولا يتواني في خدمته وخدمة باقي المواطنين، وتعتبر جائحة كورونا التي نعيشها أحد أبرز الأمثلة على ذلك، عافانا الله وإياكم منها، ورحم سبحانه وتعالى ضحايانا الذين فقدوا أرواحهم بسببها، وفي هذا الإطار نشير إلى أن أكثر من 80 طبيبا وطبيبة بالقطاع الخاص غادرونا وهم يقومون بواجبهم المهني بعد إصابتهم بالعدوى، كما فارق الحياة مهنيون للصحة في القطاع العام وصيادلة وصحافيين وأشخاص من مختلف القطاعات تواجدوا في الصفوف الأولى في الحرب ضد الفيروس، تغمّدهم الله جميعا برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته ورزق أسرهم عظيم الصبر والسلوان”.

وبهذه المناسبة، أشار المصدر، إلى أنه تم إحداث موقع إلكتروني، للتواصل مع كافة طبيبات وأطباء القطاع الخاص، بخصوص كل الخطوات المستقبلية المرتقبة المتعلقة بهذه المحطة وبمحطات أخرى، وكل ما يخص المساهمة الجماعية في تطوير وتجويد المنظومة الصحية بالمملكة، مبرزا أنه موقع سيكون وسيلة تفاعلية مفتوحة في وجه للجميع لطرح التساؤلات وتقديم المقترحات والملاحظات، والذي يمكن الولوج إليه من خلال مباشرة عملية تسجيل ذاتية، تتضمن تقديم المعلومات الشخصية والمهنية المطلوبة.

وخلص المصدر: “إن خدمة وطننا وسائر المواطنات والمواطنين، وخدمة قطاع الصحة ومهنييه، والارتقاء بالطب الخاص في بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا، ونؤكد بأننا لن ندخر جهدا من أجل تحمّلها على أكمل وجه، وهو ما يتطلب منا المزيد من رص الصفوف ووحدة الموقف وتعبئة الجهود، لكي نقوّم الأخطاء ونصلحها ونعزز المكتسبات ونطورها، والله المستعان”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة