الإدماج من خلال الرياضة.. تيبو أفريقيا تطلق برنامجا يستهدف النزلاء الأحداث بمراكز الإصلاخ وإعادة الإدماج (فيديو)

احتضن مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع – الدار البيضاء، يوم الخميس، حفل افتتاح برنامج “تنمية قدرات النزلاء الأحداث في المجالات الرياضية” الذي أطلقته جمعية تيبو أفريقيا بدعم من صندوق فورد وبشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.

وشهد حفل إطلاق برنامج الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، عرض فيلم مؤسساتي حول بعض أنشطة الجمعية والمندوبية العامة، ليتوج بالقيام بجولة للاطلاع على أنشطة الجمعية بمرافق المؤسسة.

ويهدف البرنامج الذي تم إطلاقه تعزيز التماسك الاجتماعي للفتيات ونزلاء الأحداث بمراكز الإصلاح وإعادة الإدماج من خلال تعاون تيبو أفريقيا وصندوق فورد مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج من أجل منح هؤلاء الأحداث برنامجا لإعادة الإدماج يركز على تطوير المهارات التقنية واللغوية والسلوكية وريادة الأعمال من خلال الرياضة، ومساعدتهم على استعادة ثقتهم واحترامهم لذاتهم من أجل تعديل تصورهم لمستقبلهم وللعالم الخارجي، ومواكبتهم لتطوير أنفسهم بشكل أفضل.

ويعد هذا التكوين، الذي يهدف إلى أن يكون متاحا وشاملا لنزلاء الأحداث الذين لديهم شغف بالرياضة، مهما كانت احتياجاتهم ومهاراتهم التعليمية، جزءا من برامج الإدماج من خلال الرياضة التي أطلقتها المنظمة غير الحكومية تيبو أفريقيا بدعم من صندوق فورد.

يستهدف البرنامج التجريبي أكثر من 50 شابا تم اختيارهم على أساس عدد من المعايير التي طورتها تيبو أفريقيا والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، لمدة 9 أشهر من الدعم والمواكبة في التكوين الذي يركز على التدريب في المهن الرياضية، وتعلم لغات أجنبية، والتدريب على التكنولوجيات الجديدة وSTEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، وتنظيم معسكرات تدريبية أسبوعية وشهرية حول تقنيات التشغيل واحترام الذات والتنمية الشخصية وريادة الأعمال الرياضية الاجتماعية والتسويق الرقمي والتربية المالية، والدعم الفردي والمواكبة.

وبهذه المناسبة، قال المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، في كلمة تلاها بالنيابة عنه مولاي إدريس أكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة، إن الاهتمام المتنامي بأهمية الرياضة يبدو جليا من خلال جملة من الشراكات التي أبرمتها المندوبية خلال السنوات الأخيرة مع مجموعة من المتدخلين والجامعات في المجال الرياضي واحتضان سجون المملكة لبطولة إفريقيا لكرة القدم المصغرة لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية المنحدرين من دول إفريقية في فبراير 2018 وذلك بالموازاة مع بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي احتضنتها بلادنا خلال نفس الفترة.

وتابع أن ممارسة الرياضة تيسر التخفيف من وطأة الاعتقال وتهيئهم لإعادة الإدماج بطريقة سلسة في النسيج الاجتماعي بعد انقضاء فترة العقوبة باعتبارها عامل توازن ووقاية من العود وبالنظر أيضا إلى أنها تساهم في تقليل العنف داخل السجون وتحسين العلاقات بين السجناء.

ولاحظ أن الممارسة الرياضية ما زالت تواجه مجموعة من التحديات بالمؤسسات السجنية تحول دون تحقيق إمكاناتها الحقة في اكتشاف المواهب الرياضية في صفوف هاته الفئة من المواطنين في ظل غياب التأطير الرياضي وضعف تدخل الفاعلين في المجال الرياضي بالوسط السجني.

وبعد أن ثمن الشراكة التي تجمع بين المندوبية العامة والجمعية ومختلف الشراكات القائمة مع بعض الجامعات والفعاليات الرياضية، دعا باقي القطاعات ومختلف الفاعلين والمهتمين الرياضيين للسير على هذا المنوال من أجل دعم برامج تأهيل السجناء عموما والرياضة على وجه الخصوص من أجل الارتقاء بالممارسة الرياضية في أوساط السجناء للمساهمة في الحد من ظاهرة العود، مؤكدا عزم المندوبية على مواصلة الانفتاح والتواصل وتعزيز علاقات التعاون والشراكة لرفع التحديات في مختلف المجالات.

ومن جهته، أعرب محمد أمين زرياط، زميل أشوكا ورئيس تيبو أفريقيا: عن فخره بتقديم حلول ذات التأثير الاجتماعي القوي من خلال الرياضة لصالح نزلاء الأحداث، مضيفا بأن: “برنامج الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لنزلاء الأحداث من خلال الرياضة بدعم من صندوق فورد وبشراكة من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سيمكن الشباب من تطوير المهارات اللازمة لإعادة الاندماج بشكل أفضل في الحياة العملية. سنواصل تعبئة جميع الفاعلين في المنظومة حتى نتمكن جميعا من إنشاء أول طفرة لهؤلاء الشباب”.

من جانبه، قال أشرف البستاني، المدير العام لـ”فورد” بمنطقة شمال إفريقيا وافريقيا جنوب الصحراء: إن فورد تؤمن بقوة الرياضة في إحداث تغيير منهجي في المجتمعات التي تمر بأزمات. مشيرا إلى أن الشراكة مع تيبو أفريقيا على وجه التحديد هي مثال ممتاز للتعاون في هذا المجال. وأن الرياضة هي محرك حقيقي للتكامل الاجتماعي، وهي أيضا وسيلة لا يمكن إنكارها للتواصل الاجتماعي والتنمية.

وأضاف البستاني: “بالنسبة لهؤلاء الفتيات، فإن إعادة الاندماج طريق صعب. من هذا المنظور نحاول تقديم الدعم والمرافقة، بفضل هذا المشروع متعدد الأبعاد، سندعم 50 فتاة في سعيهن من أجل مستقبل أفضل، نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذا المشروع عالي التأثير ومقتنعون بأن تيبو أفريقيا بمساندة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ستضمن برنامجا عالي الجودة مع نتائج إيجابية لمستقبل هؤلاء الفتيات نزلاء مراكز الإصلاح وإعادة الإدماج”.

علاوة على ذلك، وبفضل خبرة وتجربة تيبو أفريقيا في هذا المجال، سيستفيد بعض موظفي المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج من تكوين المدربين الذي سيسمح لهم بإثراء معارفهم بشكل شخصي ومهني مع القدرة على دعم تطوير البرنامج.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة