نتانياهو يرفض وقف إطلاق النار ويعلن “تقدما منتظما” في قطاع غزة حيث الوضع الإنساني يزداد تدهورا

أ.ف.ب

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الاثنين، وقف إطلاق النار في الحرب ضد حماس مؤكدا أن الجيش يحرز تقدما “منتظما” على الأرض، فيما الوضع الإنساني كارثي بحسب المنظمات الإنسانية.

وأكد نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي “وسع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة ويقوم بذلك على مراحل مدروسة وقوية جدا ويتقدم بشكل منتظم” مشددا على أن “المرحلة الثالثة” بدأت.

وأكد الناطق باسم الجيش، جوناتان كونريكوس، صباح الثلاثاء، أن “القوات الإسرائيلية متواجدة في أجزاء مختلفة من شمال قطاع غزة”.

وأضاف “أدخلنا آليات مدرعة ودبابات وآليات قتال مصفحة وجرافات” مشيرا إلى أنه يدرك “أن الوضع (الإنساني) صعب لكن هذا ليس من فعلنا”.

ومنذ مساء الجمعة، توسعت العمليات البرية وتكثفت الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف دون هوادة منذ شنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من أكتوبر تسلّلت خلاله الى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الاثنين، ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة الى 8306، بينهم 3457 طفلا.

وتفرض إسرائيل “حصارا مطبقا” على قطاع غزة وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات.

ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ إمساك حركة حماس بالسلطة فيه عام 2007.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، “لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة”.

وإذ طالب الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي باتخاذ قرار بشأن “وقف إطلاق نار إنساني فوري”، حذّر من أنّ “الترتيب الراهن… محكوم عليه بالفشل ما لم تتوافر إرادة سياسية لجعل تدفق المساعدات جادّاً ومتلائماً مع الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة”.

إلا أن نتانياهو اعتبر خلال مؤتمره الصحافي في تل أبيب إنّ “الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. هذا لن يحصل”، داعياً المجتمع الدولي للانضمام الى الدولة العبرية بطلب “تحرير فوري وغير مشروط” للرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها في السابع من أكتوبر.

وفي واشنطن، أكّد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في البيت الأبيض الإثنين أنّ الولايات المتحدة لا تؤيد الدعوات التي تطلق حالياً لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشدّدا على وجوب الاستعاضة عنها بـ”توقفات مؤقتة” للأعمال الحربية لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

أطنان المساعدات عالقة

وتتكدس أطنان من المساعدات عند معبر رفح الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة بانتظار أن تفتشها إٍسرائيل على ما أفاد مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه.

ودخلت 117 شاحنة منذ 21 أكتوبر على ما أعلنت الأمم المتحدة، صباح الاثنين. وأفاد مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، الثلاثاء، أن 39 شاحنة أخرى دخلت، الاثنين.

ويثير وضع المستشفيات قلقا كبيرا ويؤكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن عمليات القصف تهدد المرضى وآلاف المدنيين الذين لجأوا إلى هذه المؤسسات الاستشفائية.

وأعلن الهلال الأحمر، فجر الثلاثاء، أنّ الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في شمال قطاع غزة قريبة جداً من مستشفى القدس التابع له.

وقالت الجمعية في منشور بالإنجليزية على منصّة إكس (تويتر سابقاً) “قصفٌ مدفعي وجوي متواصل على منطقة تلّ الهوى في غزة حيث يقع مستشفى القدس”.

وأضافت أنّ “المبنى يهتزّ، والمدنيّون النازحون والطواقم العاملة يشعرون بالخوف والهلع”.

وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين أسلحة ومقاتلين في المستشفيات الأمر الذي تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقالت منظمة أطباء العالم، الاثنين، عبر منصة إكس إنّ الأطباء في غزة “يعملون أرضاً” ويجرون “عمليات قيصرية وعمليات بتر أطراف لأطفال من دون تخدير” بسبب نقص الأدوية.

وأضاف نائب رئيس هذه المنظمة غير الحكومية، جان-فرنسوا كورتي، أنه “بسبب نقص المياه العذبة يشرب الناس من مياه البحر ويعاني أعضاء فريقنا من الإسهال وسيصاب أطفالهم في الأيام المقبلة بالجفاف”.

الإفراج عن رهينة

وأعلن الجيش، مساء الاثنين، تحرير جندية رهينة من قطاع غزة. وقال في بيان “تم الليلة الماضية إطلاق سراح الجندية أوري مغيديش خلال العملية البرية” مؤكدا أنها بصحة جيدة وقد التحقت بعائلتها.

وكانت حركة حماس أفرجت عن أربع نساء من بين الرهائن لديها، الأسبوع الماضي.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الاثنين، مقتل الألمانية الإسرائيلية، شاني لوك، التي كانت مخطوفة.

وقال أفدا أدار وهو فرنسي إسرائيلي جدته من بين الرهائن لدى وصوله مساء الاثنين إلى باريس مع حوالى عشر من عائلات الرهائن الفرنسيين-الإسرائيليين “لإسماع صوتهم”، “نريد أن تضغط الأسرة الدولية لكي تفرج حماس عن كل الرهائن”.

وبثت حركة حماس، الاثنين، مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث نساء قالت إنهن من الرهائن الذين تحتجزهم. ويمكن فيه رؤية امرأة تطالب نتانياهو بالعمل على اتفاق لتبادل الأسرى مع الحركة، ليتم الإفراج عن الرهائن.

واعتبر نتانياهو الفيديو “دعاية نفسية قاسية”.

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، شوهدت دبابات إسرائيلية عند أطراف مدينة غزة على ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. وقالوا إنّ الدبابات قصفت طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. ثم انسحبت في اتجاه الحدود، وفق المصادر ذاتها.

وقالت حركة حماس إنّها أطلقت قذائف مضادة للدبابات في اتجاه “دبابتين” إسرائيليتين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه قتل “عشرات الإرهابيين الذين تحصّنوا في أبنية وأنفاق وحاولوا مهاجمة قواتنا” في غزة وضرب في غضون 24 ساعة “600 هدف” من مستودعات ذخيرة ومواقع اطلاق صواريخ ومخابئ” لحماس.

ضربات في لبنان

وتواصل القصف الإسرائيلي، ليل الاثنين الثلاثاء، في مناطق عدة من قطاع غزة على ما ذكرت وكالة وفا الفلسطينية للأنباء.

وأدى النزاع إلى تأجيج التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل نحو 120 فلسطينيا بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وأكد الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه شن ضربات جوية على لبنان مستهدفا منشآت ومواقع في جنوب لبنان تابعة لحزب الله الشيعي المدعوم على غرار حركة حماس من إيران.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، الاثنين، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، أنه يعمل على “تجنيب لبنان دخول الحرب”.

وأبدى خشيته من “فوضى أمنية لا في لبنان فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط” كلها في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها ضربت أهدافا عدة في سوريا ردا على إطلاق صواريخ.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة