التقرير السنوي للـ”هاكا” يظهر تفاعلا متزايدا لجمهور وسائل الإعلام

أظهر التقرير السنوي للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري لسنة 2022، من خلال تحليل طبيعة وعدد الشكايات التي توصلت بها الـ”هاكا” خلال سنة 2022 تطورا هاما للتفاعلات بين هيئة التقنين والمواطنين المغاربة.

وأفادت الـ”هاكا” في بلاغ، أنه علاوة على الطلبات العديدة للحصول على المعلومات، تلقت الهيئة العليا شكايات تتعلق بمواضيع متنوعة ذات صلة بالتقنين وتهم أصناف مختلفة من البرامج السمعية البصرية: برامج النقاش، ربورتاجات، أعمال تخييلية وإعلانات، إلخ.

وأضافت، أن هيئة التقنين، توصلت بما مجموعه 280 شكاية سنة 2022 مقابل 173 شكاية سنة 2021، أي بارتفاع يقدر بنسبة 61.85 بالمائة، ما يدل في الآن ذاته، على انخراط مواطن متنام في التتبع النقدي للعرض السمعي البصري الوطني، وتملك لثقافة التقنين، ويقظة أكبر فيما يتعلق بمساءلة وسائل الإعلام.

ويعكس هذا التطور، حسب بلاغ الـ”هاكا” أيضا وعيا جماعيا متزايدا إزاء الإسهام الخاص للتقنين المستقل للمضامين الإعلامية في مجال ضمان احترام الإذاعات والقنوات التلفزية، العمومية والخاصة، في الآن ذاته، للمقتضيات القانونية المؤطرة للاتصال السمعي البصري وللقيم الديمقراطية ذات الصلة بالمبادئ الدستورية للتعددية والتنوع والحقوق الإنسانية.

وتمحورت الشكايات التي تلقاها المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري سنة 2022 حول مواضيع متنوعة، حيث أعرب المواطنون مستخدمو وسائل الإعلام السمعية والبصرية عن انشغالاتهم فيما يتعلق بحماية الكرامة الإنسانية وحماية الجمهور الناشئ ونزاهة وتوازن الخبر والاتصال الإشهاري، وكذا المعالجة الإعلامية للقضايا ذات الصلة بالصحة.

فيما يتعلق بمآل معالجة الشكايات، أكدت الـ”هاكا” في بلاغها أنه تم حفظ عدد منها ولم يترتب عنها اتخاذ أي قرار زجري، وذلك تطبيقًا أساسا لمبدأ صون الحرية التحريرية لمقدمي الخدمات السمعية البصرية وحرية الإبداع لمؤلفي الأعمال التخييلية.

من ناحية أخرى، تضيف الـ”هاكا” أنه تم رفض عدد من الشكايات لأنها لا تندرج ضمن نطاق اختصاص الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري. “من المهم الإشارة إلى أن غالبية هذه الشكايات تتعلق بمحتويات رقمية متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية الإلكترونية. وبالتالي، يبدو أن انتشار الإخلال بالأخلاقيات في الفضاء الرقمي وكذا أهمية الفيديو ضمن العرض الخاص بمحتوى المنصات الرقمية قد أديا إلى إحداث خلط في ذهن شريحة معينة من الجمهور بين شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السمعية البصرية المهنية”.

وزادت، أن المجلس الأعلى خلال سنة 2022، عالج 80 ملفا يتعلق بالشكايات مدرج في جدول أعماله، منها ملفان استندا على إحالتين ذاتيتين و78 ملفا استند على شكايات وردت من جهات مخول لها قانونا تقديم شكايات إلى هيئة التقنين (أفراد، جمعيات من المجتمع المدني، رئاسة الحكومة، رئاستا مجلسي البرلمان، نقابات وأحزاب سياسية)، علماً أن الملفات الـ 78 تتعلق بما مجموعه 280 شكاية، بعضها صادر عن جهات مشتكية متنوعة بشأن الوقائع نفسها.

وسجل عدد القرارات الزجرية الصادرة عن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري سنة 2022 انخفاضًا طفيفًا، حيث تم إصدار 3 قرارات إنذار فقط، مقابل 4 قرارات إنذار سنة 2021، كما لم يتقرر أي وقف بث برنامج، خلافا للسنوات السابقة.

وخلال أربع مناسبات، خلص البلاغ، أن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، ارتأى لفت انتباه متعهدين بشأن معالجات إعلامية لا تتلاءم والتزاماتهم الواردة في دفاتر تحملاتهم.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة