منتدى حقوق الإنسان بمهرجان “كناوة” بالصويرة يناقش “الدياسبورا الإفريقية”

بمناسبة دورته التاسعة عشر، ينظم مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وللسنة الخامسة على التوالي، منتدى حقوق الإنسان وذلك صبيحتي 13 و14 ماي 2016.
وإلى جانب الموسيقى والفنون، يأتي منتدى المهرجان لتعزيز هذا الموعد السنوي بفضاء للنقاش بين متدخلين وطنيين ودوليين بخصوص القضايا الراهنة في مجتمعاتنا.
وبعد النسختين الأولتين في 2012 و 2013 اللتان خصصتا على التوالي للشباب والثقافة، تم اختيار إفريقيا منذ ثلاث سنوات كتيمة مركزية للمنتدى، حيث تم تخصيص منتدى حول التاريخ في 2014، وآخر للنساء في 2015.

وستخصص هذه الدورة الخامسة لمنتدى المهرجان للتنقلات والحركية الافريقية حول موضوع ” الدياسبورا الإفريقية: الجذور، الحركية والإرساء “. وسيكون فضاء الحوار والتفاعل هذا فرصة لمناقشة مساهمات تدفقات الشتات في إفريقيا، والتدبر في الطفرات الجديدة التي تنتج عنها.
إن القارة الأفريقية باعتبارها ذات تقليد قديم وقوي فيما يخص الهجرة، تواجه اليوم ديناميات حركية جديدة تعيد تشكيل أنماطها القديمة في الهجرة. ففي الوقت الذي تتواصل فيه أنماط الهجرة من الجنوب نحو الشمال، تظهر أنواع جديدة من التنقلات. وبفعل تميزها بتعدد القوميات وتنقلات دائرية، فإنها تسمح بظهور نوع من “الكونية” تنبني أساسا على أساس التدفق، والاعتراف بالآخر، لكن دون أن تكون خالية من التوترات، مع أشكال الرفض التي يواجهها أحيانا المهاجرون.
إن استمرارية استقرار جاليات خارج التراب الإفريقي، والهجرة الدائمة والمتواصلة داخل إفريقيا وخارجها، وظهور أجيال جديدة ذات جنسيات مزدوجة، وتنوع مجالات الاستقرار، واستقلالية جاليات الشتات وتجديد طبيعة الروابط العائلية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع إفريقيا، يبرز ملامح هذا النموذج الجديد الذي يتشكل. وهكذا يستقر المهاجرون في بلد أول، ثم يغادرونه في اتجاه بلد آخر، والبعض يختارون العودة بشكل مؤقت أو دائم إلى بلدهم الأصلي، بينما آخرون يتنقلون بين بلدين، حيث يمضون فترات طويلة نوعا ما في هذا البلد أو ذاك، دون أن يستقروا في أي منهما. وأخيرا هناك مهاجرون اختاروا التنقل كنمط للعيش، وذلك عن طريق التنقل شبه الدائم، والربط بين أمكنة مختلفة، وعبور الحدود الوطنية بشكل جد منتظم.
إن التنوع الذي يميز الشتات الإفريقي، خصوصا فيما يتعلق بالكفاءات المعترف بها عالميا في مجالات مختلفة: علمية، وثقافية وفنية، وغيرها، من شأنه أن يكون ميزة تساهم في التطور الإفريقي.
وسيكون منتدى حقوق الانسان في مهرجان كناوة وموسيقى العالم للصويرة، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الانسان فرصة لتباحث الإسهامات التي يقدمها الشتات لإفريقيا والتفكير في الواقع الجديد لهذه التنقلات والحركيات التي يقوم بها الشتات.
وسيعرف منتدى حقوق الإنسان حضور العديد من الشخصيات من بينها إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، ونائلة تازي عبدي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، والسيد كريم الرويسي (المغرب)، عضو المكتب الوطني لحركة “أنفاس الديمقراطية”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة