أفاد رشيد لزرق، المحلل السياسي، أن مشكل اليسار المغربي هو مشكل تجدد فكري ووضوح إيديولوجي، مشيرا إلى أن “ما يعيق دينامية التجدد هو صراع القوى العائلوقراطية، التي تريد احتكار صوت اليسار باسم الجماهير الشعبية بدعوى المشروعية التاريخية للآباء؛ هاجسهم ليس تحيين المشروع بل انتحال الملكية الفكرية للفكرة اليسارية واستثمار نضالات القوات الشعبية لصالح مجد عائلي يتفكك اليوم بعد رحيل الأباء ونزاع الخلف الغير الصالح”.
وأضاف لزرق في تصريح لــ”إحاطة.ما” أن “هذه الصراعات أجهضت مشروع اليسار بتطويع ذاتي لأولاد الشعب الذين اختلطت عليهم الزعامات وأبناء الزعامات وتصورا أن الالتزام هو السخرة النضالية وخدمة العائلة وليس خدمة المشروع التنموي الحداثي”.
وأكد لزرق أن “العائلوقراطية تمتح من إيديولوجية مغلقة غارقة في الطوباوية الانتهازية دون رؤية واضحة، هذه الرؤية التي تنطلق من التحليل الملموس للواقع كما هو”، مؤكدا أن “الطرح اليساري ينبني بالأساس على حتمية التشخيص العلمي والعملي للمجتمع المغربي وينطلق نحو التحرر من عقلية القبيلة، ووضعها الطبقي المتناقض مع طرح السياسي الذي يدعو الى الثورية لكن ثقافته ونمط عيشه ميال إلى الليبرالية والبراغماتية السياسية؛ شعارهم الثورة لأولاد الشعب والمناصب لأبناء الزعامات”.
