مهرجان المسرح العربي بالدارالبيضاء.. مؤتمر فكري لمساءلة التجارب المسرحية المغربية

استهل برنامج اليوم الثاني من مهرجان المسرح العربي، المتواصلة فعالياته إلى غاية 16 يناير الجاري بالدار البيضاء، بمؤتمر فكري يحمل بين طياته سلسلة من الندوات التي تروم بالأساس إلى مساءلة التجارب المسرحية المغربية.

وهكذا، افتتحت جلسة يوم الأربعاء بكلمات لكل من إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ويوسف عيدابي رئيس المؤتمر الفكري للمهرجان العربي للمسرح في نسخته الـ 13، وعز الدين بونيت المقرر العام، وذلك بحضور عدد من الممارسين العرب في مختلف المناحي ذات الصلة بفن الخشبة.

وبالمناسبة تم التأكيد على أن المؤتمر خصص أساسا لرصد التطور الذي عرفته التجربة المسرحية المغربية وامتدادها وأفقها التجديدي، وذلك من خلال الوقوف على خلاصات لمجموعة من التجارب المهمة التي راكمها عدد من الفنانين المسرحيين ونقاد وتشكيليين ومخرجين ومنتجين وغيرهم ممن ساهموا في إثراء الحركة المسرحية بالمغرب لما يربو عن قرن من الزمن.

وأشار المتدخلون قي هذا الصدد إلى أن واقع الحركة المسرحية بالمغرب ينم عن حركة تجريبية طلائعية تتطلع إلى أفق ما بعد الحداثة من خلال الكثير من التجارب المضيئة التي امتد صداها ليعم مختلف أرجاء العالم العربي حيث نالت استحسانا كبيرا وحازت العديد من الجوائز.

وعلى إثر ذلك يؤكد المتدخلون، فقد أضحى من الضروري إيجاد محددات ومنطلقات لعمل التجديد مع إيلاء مزيد من الاهتمام للمواهب الصاعدة في صفوف عدد هام من الأكاديميين والممارسين الذين أغنوا حقيقة واقع المسرح العربي وامتدت شهرتهم الى مشارق الأرض ومغاربها.

كما تم تجديد الدعوة إلى ضرورة الحفاظ على مستوى هذه التجارب الناجحة وتلمس إمكانية تطوير أدواتها من خلال العديد من التنظيمات العمودية والأفقية لدعم وتطوير هذه الحركة.

يشار إلى أن هذا المؤتمر الفكري يتضمن باقة من الندوات العلمية والعملية التي تناقش محاورها على مدى خمسة أيام مواضيع متنوعة تهم جانب التمثيل والإخراج والسينوغرافيا والنقد المسرحي، وذلك بمساهمات لعدد من الباحثين الذين بإمكانهم إثراء هذه التجربة عبر الخروج بخلاصات وتوصيات ومقترحات يتم الانطلاق منها الى تصورات تنفيذية عملية لتطوير واقع المسرح.

ومن المرتقب أن تعرف هذه التظاهرة الثقافية الفنية، المنظمة بمبادرة من الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، مشاركة نحو 50 باحثا وباحثة وأكاديميين وممارسين من المغرب لتسليط الضوء على تجاربهم التي يمكن اعتمادها كنموذج يحتذى لإثراء مختلف التجارب العربية.

ويتضمن برنامج الدورة الـ 13 من مهرجان المسرح العربي، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، والتي انطلقت مساء يوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، فضلا عن المسابقة الرسمية، عروضا مسرحية مغربية، إلى جانب عدد من الندوات والورشات التدريبية وتوقيعات لعدد من الإصدارات ذات الصلة مع تكريم لفنانين مسرحيين مغاربة.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة