جزيرتان ايرلنديتان صُوّر فيهما “ذي بانشيز أوف إنيشيرين” تستفيدان سياحياً من نجاح العمل

حرص الممثل كولين فاريل عند استلامه جائزة غولدن غلوب عن دوره في فيلم “ذي بانشيز أوف إنيشيرين”، على توجيه تحية شكر لسكان جزيرتي أكيل وإينيشمور الايرلنديتين اللتين صُوّر الفيلم فيهما وبدأت تستفيدان سياحياً من نجاحه.

وقال الممثل الإيرلندي عند استلامه الجائزة “نحن عائلة كبيرة”، قبل أن يتطرق في كلمته إلى “جيني”، وهي أنثى حمار صغيرة ظهرت في الفيلم.

وحصد “ذي بانشيز أوف إنيشيرين” الذي صُوّر في الجزيرتين الواقعتين قبالة ساحل ايرلندا الغربي، أربعة جوائز “بافتا” البريطانية التي كان رُشّح في عشر فئات فيها، بالإضافة إلى تسعة ترشيحات في مكافآت الأوسكار المرتقب توزيعها في مارس.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، أبدى المسؤول عن السياحة في جزيرة أكيل كريس مكارثي أملاً في نيل الفيلم جائزة أوسكار. وقال ممازحا “نقبل بأي جائزة من الجوائز التسع التي رشح الفيلم لنيلنا، لن نضع شروطا”.

بين يوليوز ونونبر 2021، صُوّرت مشاهد من الفيلم في الجزيرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة والمنحدرات الصخرية الوعرة و والشواطئ الساحرة.

استحال ميناء بورتين الواقع في شرق الجزيرة، شارعا يعجّ بمتاجر تعود إلى عشرينات القرن الفائت، بعدما كان ينشط فيه صيادو الأسماك.

كذلك، أقيمت الحانة التي تدور فيها معظم أحداث الفيلم، على جرف صخري يشهد رياحاً عاتية على ساحل جزيرة أكيل الجنوبي الغربي.

– هواء المحيط –

وأشار كريس مكارثي إلى أنّ مخرج العمل مارتن ماكدوناه أراد أن يشعر الممثلون بهواء المحيط الأطلسي عندما يفتحون باب الحانة.

وقال واقفاً في مكان يلفح فيه رذاذ المحيط الجرف الصخري “إن هذه الأجواء لا يمكنهم أن يوفروها في الاستوديو”.

وكان لتصوير الفيلم وقع إيجابي على الاقتصاد المحلي إذ ساهم في ضخ 1,7 مليون يورو في منطقة لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة.

وتسعى الجزيرة حالياً للاستفادة من ظهورها في الفيلم حتى تعزّز قطاعها السياحي. وفي كل مرة تنتشر فيها عبر مواقع التواصل مشاهد من العمل أو كلمات لحائزي جوائز يتطرقون خلالها للجزيرة، ترتفع حجوزات السفر إليها.

واكّد ميك لينش، وهو صاحب حانة “لينوتس” في أكيل، أن الفيلم بدأ يثير أصلاً فضول ززار الجزيرة.

وتزيّن جدران الحانة أدوات استُخدمت في العمل، بينها الآلة التي قصّ كولم، وهو شخصية في الفيلم أداها الممثل براندن غليسن، إصبعه فيها.

وأوضح ميك لينش أن حانته الصغيرة التي كانت أصلاً سجناً يعود إلى القرن السادس عشر مع جدران حجرية وسقف من القش، هي نسخة مشابهة جداً للحانة التي أُنشئت لتصوير الفيلم.

وتابع “لو كانت الجدران تنطق، لكانت روت قصصاً كثيرة”. وخلال تصوير الفيلم، كانت الحانة تمثل مكاناً يشرب فيه براندن غليسن وبات شورت الذي تولى دور مدير الحانة، الكحول.

– جولة إرشادية –

وكانت المغنية الأميركية تايلور سويفت، وهي من محبي “ذي بانشيز أوف إنيشيرين”، طلبت في دجنبر إعادة إنشاء الحانة التي صُوّر الفيلم فيها لتقم بزيارة إليها.

وعلّق ميك لينش قائلاً، “لا داعي لذلك، يمكنها زيارة حانتي”.

وينظّم مدير شركة “أشيل كوتشز” للحافلات جولة سياحية تحمل عنوان الفيلم، في مواقع تصويره.

ويوضح “خلال الشهر الفائت، أتى أشخاص كثيرون كانوا يرغبون في الاطلاع على أمكان تصوير الفيلم”، مضيفاً ان العمل “بدأ يثير اهتمام عدد لا بأس به من الزوار، وستشهد الجزيرة إقبالاً كبيراً”.

وتشير مادلين كونديل، وهي بين الأشخاص المئة والاثنين الذين ظهروا في الفيلم، إلى أن الجزيرة تشهد حركة أصلاً بانتظار حفلة توزيع جوائز الأوسكار.

وتملك كونديل حمارين لم يقع الاختيار عليهما للظهور في الفيلم إلى جانب “جيني”. وتلفت إلى أنّ الجزيرة ستعج بالاحتفالات ليلة توزيع أبرز مكافآت سينمائية في الولايات المتحدة.

وتقول “لدينا انطباع بأننا نستحق جائزة أوسكار عن جمال المنطقة”، مضيفةً “هذا مكان جميل جداً ويثير إعجاب أي شخص يزوره”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة