المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن المتوجين بجوائز الدورة الـ20

أسدل الستار على فعاليات الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال حفل الاختتام الذي احتضنه، مساء يوم السبت ثاني دجنبر الجاري، قصر مؤتمرات المدينة الحمراء، بالكشف عن أسماء المتوجين بجوائز هذه الدورة، التي عرفت مشاركة 14 فيلما في المسابقة الرسمية.

وسجلت دورة هذه السنة من المهرجان أول تتويج بالنجمة الذهبية لفيلم مغربي، بعد مرور 22 سنة عن أول نسخة، بعد أن ظفرت بالجائزة فيلم “كذب أبيض” لمخرجته المغربية أسماء المدير.

كما مُنحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة لفيلمي “عصابات” لمخرجه المغربي كمال الأزرق و”باي باي طبريا” للينا سوالم (فلسطين).

ويشار إلى أن هذه الأفلام الثلاثة المتوجة سبق لها أن شاركت في “ورشات الأطلس”، برنامج الصناعة السينمائية للمهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2018، مؤكدة بذلك دورها كمنصة مهمة لدعم المواهب السينمائية الجديدة من العالم العربي وإفريقيا، حيث حصلت أسماء المدير على جائزة الأطلس للتطوير (5000 أورو) سنة 2019، وعلى جائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج (20000 أورو) سنة 2021. في سنة 2019، فاز كمال الأزرق بجائزة Arte Kino التي تبلغ قيمتها 6000 أورو. كما شاركت لينا سوالم في “ورشات الأطلس” دورة 2022.

ومَنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزة الإخراج للمخرجة السنغالية راماتا – تولاي سي، عن فيلمها “بانيل وأداما”.

فيما منحت جائزة أفضل دور نسائي لأسيا زارا لاكومدزيا عن دورها في فيلم “نزهة” لأونا كونجاك (البوسنة والهرسك). وعادت جائزة أفضل ممثل لدوكا كاراكاس عن دوره في فيلم “المهجع” لنهير تونا (تركيا).

ويذكر أن لجنة تحكيم الدورة العشرين للمهرجان تشكلت من ثماني شخصيات تنتمي للقارات الخمس، برئاسة جيسيكا شاستين. والممثلة الفرنسية الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان، والممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأمريكية دي ريس، والمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.

ونجحت الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في الوفاء بكل وعودها، رغم الظرفية الصعبة. حيث ركزت أكثر من أي وقت مضى على السينما كلغة كونية من أجل زيادة الوعي وتحقيق التقارب بين الشعوب.

عرفت هذه الدورة مشاركة أعداد كبيرة من الجمهور التي شاهدت عروض الأفلام وحضرت مختلف فقرات المهرجان. حيث تم اعتماد ما يقارب 21000 مشاركا حصلوا على بطاقاتهم الإلكترونية بشكل مجاني.

وكما هو الحال في كل سنة، عرف المهرجان مشاركة ما يقارب 8000 طالب وطفل ويافع من المنطقة، حضروا عروض الأفلام المبرمجة في قسم “سينما الجمهور الناشئ”، من بينهم 750 طفلا ينحدرون من منطقة الحوز.

وحظي بالتكريم في الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش شخصيتان مرموقتان من السينما العالمية والمغربية، هما الممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي.

في كلمته بالمناسبة، قال فوزي بنسعيدي: “اليوم، أحظى بالتكريم وعمري 25 سنة (من الممارسة السينمائية). فيلمي القادم لن يكون الفيلم السابع، بل الفيلم الأول. كل أفلامي هي أفلام أولى، فالسينما لا تصور اليقين، بل تصور الشك، والعيب، والحادث، والضعف. لا يمكن للمخرج أن يكون في مأمن من صخب العالم، وصخب العالم في هذه اللحظة مؤلم جدا، ومأساوي، ومليء بصراخ الأطفال.

من جهته، لم يستطع مادس ميكلسن أن يخفي مشاعره وهو يحظى بالتكريم. “إنه أمر هائل بالنسبة لشخص كان صغيرا بالأمس في كوبنهاغن، والذي لم يكن يحلم بأن يصبح ممثلا في يوم من الأيام. لكن رغم ذلك، كان له أبطال شاهدهم مرارا وتكرارا. واختتم الممثل الدانماركي حديثه قائلا: ” أمر خارق بالنسبة لي أن تمنحني مراكش فرصة اللقاء بكل هؤلاء الأبطال ومشاركة المنصة معهم”.

كما استجابت العديد من الأسماء الشهيرة من مهنيين مغاربة ودوليين لدعوة مهرجان مراكش. من بينهم 10 شخصيات أتت من القارات الخمس لتشارك في برنامج «حوار مع…»، الذي شهد محادثات حميمة متحررة من كل القيود مع كل من الممثل والمخرج الأسترالي سيمون بيكر، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والمخرج الفرنسي برتران بونيلو، والممثل الأمريكي ويليم دافو، والمخرج والمنتج الهندي أنوراغ كاشياب، والمخرجة اليابانية نعومي كاواسي، والممثل الدانماركي مادس ميكلسن، والممثل والمخرج الأمريكي – الدانماركي فيجو مورتنسن، والممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون، والمخرج وكاتب السيناريو الروسي أندري زفياجينتسيف.

وتمكن جمهور المهرجان من اكتشاف 75 فيلما من 36 دولة موزعة على عدة أقسام: المسابقة الرسمية، العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، سينما الجمهور الناشئ، إضافة إلى الأفلام التي تم عرضها في إطار التكريمات.

وككل سنة منذ 2018، عرفت “ورشات الأطلس”، برنامج الصناعة والتطوير للمهرجان، حضور أزيد من 300 خبير مهني دولي من أجل 25 مشروعا وفيلما في مرحلة التطوير أو في مرحلة التصوير من 11 دولة. على مدى دوراتها الستة، قامت “ورشات الأطلس” بمواكبة 136 مشروعا وفيلما سينمائيا، منها 57 مشروعا وفيلما مغربيا، و3 من الأفلام المتوجة هذه السنة.

كما عرفت هذه الدورة العشرون مشاركة متميزة للمهنيين المغاربة الذين بلغ عددهم 900 مهني، وتغطية إعلامية مهمة، حيث تم اعتماد 163 منبرا إعلاميا، وحضور 518 صحفيا ومصورا، وصحفيا مراسلا مصورا، ومشاركة مصورين مغاربة وأجانب حضروا من جميع القارات.

وتميزت هذه الدورة كذلك، والتي نظمت تحت شعار الرزانة، بمشاركة قوية لعشاق السينما، وبلقاءات حميمية بين المهنيين السينمائيين والجمهور، وذلك خلال اللقاءات الحوارية والنقاشات التي أعقبت عروض الأفلام. كما ركز المهرجان هذه السنة على تنوع التجارب السينمائية العالمية، وساهم في الكشف عن مواهب جديدة، ومنح للمهرجانيين فرصة اللقاء بأسماء كبرى من السينما العالمية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة